استقبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في قصر اليمامة بالرياض، في إطار زيارة رسمية بحثا خلالها العلاقات الثنائية بين البلدين، والتطورات على الصعيد الدولي، فضلاً عن أهمية استمرار التعاون في إطار تحالف "أوبك+".
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحفيين: "بالطبع ناقش ولي العهد السعودي والرئيس الروسي التعاون في إطار (أوبك+).. أبدى الطرفان اهتماماً، وأكدا على تحمّل المسؤولية الهائلة للتعاون من أجل دعم بقاء سوق الطاقة العالمية في وضع مستقر ويمكن التنبؤ به.. بالتأكيد سيتواصل التعاون"، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الروسية بعد انتهاء الاجتماع.
وفي مقابلة مع "بلومبرغ" الإثنين، أكد وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان على مستوى الثقة والتعاون بين الرياض وموسكو بشأن السياسة النفطية. وتشكل العلاقة بين البلدين العمود الفقري لتحالف "أوبك+"، الذي وافق الأسبوع الماضي على تمديد وتعميق تخفيضات إنتاج النفط.
من جهته، قال مستشار الكرملين للشؤون الخارجية، يوري أوشاكوف، في تصريحات صحفية أمس: "أود أن أقول إن التنسيق الروسي السعودي الوثيق في هذا المجال هو ضمان موثوق للحفاظ على وضع مستقر بسوق النفط العالمية يمكن التنبؤ به".
وفي سياق التعاون المشترك بين السعودية وروسيا، فقد نجح تحالف في ضمان استقرار أسواق النفط والأسعار منذ انضمام روسيا بنهاية 2016 ، ويشكل التعاون النفطي بين كبار منتجي النفط في العالم نقطة تحول في استقرار الأسعار عالمياً، لا سيما بعد إعلان البلدين تمديد الخفض الطوعي حتى الربع الأول من عام 2024 في إطار تحالف "أوبك بلس" للدول المنتجة للنفط.
وشهدت العلاقات بين السعودية وروسيا تطوراً ملحوظاً، مدفوعة بالزيارات الرسمية المتبادلة بين قادة ومسؤولي البلدين، إذ شهدت حركة التجارة نمواً منذ عام 2016 وحتى 2022 بنحو 200%، وارتفعت من 2.7 مليار ريال سعودي (نحو 720 مليون دولار) لتصل إلى 8.3 مليار ريال (ما يزيد على 2.2 مليار دولار) بحسب البيانات الرسمية السعودية.
وكان نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، قال إن هناك إمكانية لزيادة التبادل التجاري بين روسيا والسعودية إلى 7 مليارات دولار بحلول عام 2030 ، مشيرا إلى أن المبادلات الثنائية في مجال المنتجات الزراعية وحدها، يمكن أن تنمو إلى 1.4 مليار دولار خلال العام الجاري من مليار دولار في 2022، حيث "تحتل روسيا اليوم مكانة رائدة في العالم في تصدير الحبوب وزيت عباد الشمس".
تعليق