في الذكرى السنوية لليوم الوطني السعودي الـ94 يفتح التاريخ نافذة من نوافذه ويعرض شريطاً لذكريات عمرها أكثر من قرن، ومحطات مهمة في تاريخ الدولة السعودية الثالثة التي تعيش أبهَى صورها في مرحلة «العصرنة» و«رؤية 2030»، وبناء دولة المستقبل في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان؛ حيث تحوَّلت البلاد في غضون سنوات إلى ورشة لتحقيق الأهداف.
ويحمل ولي العهد السعودي كاريزما القيادة فمنذ دخوله معترك السياسة، اهتم بجملة من الملفات والقضايا السياسية والاقتصادية والتنموية والفكرية والاجتماعية الشائكة، بأبعادها المحلية والإقليمية والدولية ونجح في تأسيس أرضية صلبة للانطلاق عبرها لرسم سياسة جديدة لبلاده، تتعامل مع الواقع والمستقبل معاً، وفق استراتيجية واضحة تتجاوز الطروحات التقليدية، مطلقاً أعمالاً وقرارات لافتة تحقق كثير منها على أرض الواقع.
وكان هاجس الأمير محمد بن سلمان، استغلال عناصر القوة والإمكانات الهائلة التي تتمتع بها بلاده، وعدم الركون إلى النفط مورداً وحيداً لتحقيق مداخيل البلاد من خلال سلعة قابلة للنضوب تشهد سوقها تقلبات في الأسعار.
كما رأى ولي العهد أن هناك مستقبلاً مذهلاً ينتظر بلاده في مقبل الأيام، بعد أن وصل إلى قناعة بأن السعوديين لم يستغلوا سوى 10 في المائة من قوة وإمكانات بلادهم التي لديها إمكانات خصبة وواعدة ينتظر استغلالها، بما يعود بالخير عليها وعلى مواطنيها وعلى المنطقة بكاملها. كذلك رأى ولي العهد أن موقع بلاده الاستراتيجي الذي يقع بين 3 مضايق من أهم الممرات المائية في العالم يسمح لها بأن تكون منطقة محورية بين آسيا، وأفريقيا، وأوروبا.
ثث
وأشار في خطابه الملكي للأمة أن السعودية هي الدولة الأسرع نمواً حالياً في جميع القطاعات، وقال: «هدفنا الوصول بالسعودية إلى الأفضل دائماً، وتحويل التحديات إلى فرص»، وتابع أن «رؤية 2030 طموحة، وحققنا مُستهدفاتها بشكل أسرع، ووضعنا مُستهدفات جديدة بطموح أكبر». وأوضح الأمير محمد بن سلمان أن «السعودية حققت أسرع نمو في الناتج المحلي من بين مجموعة العشرين لعامين مُتتاليين».
كذلك أشاد الأمير محمد بن سلمان، في الخطاب الملكي، بمنجزات المواطنين والمواطنات في مجالات الابتكار والعلوم، مؤكداً أن «التعليم جل اهتمام القيادة ليكون نوعياً يعزز المعرفة والابتكار»، مضيفاً: «نعمل على بناء أجيال تتمتع بالتميز العلمي والمهارات العالية، وتحظى بكل الفرص لنيل تعليم رفيع».
وقال في هذا الصدد: "لقد حققت بلادنا منجزات جوهرية كثيرة خلال هذه الرحلة العظيمة". ودلل على هذا النجاح بعدد من الأمثلة، أبرزها:
- تسجيل القطاعات غير النفطية، أعلى إسهام لها في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بـ50% في العام الماضي، ما يعزز استدامة النمو وشموليته ويحقق جودة عالية في التنوع الاقتصادي.
- مواصلة صندوق الاستثمارات العامة دوره في تحقيق أهدافه ليكون قوة محركة للاستثمار.
- تسجيل البطالة بين المواطنين والمواطنات، أدنى مستوى لها تاريخي في الربع الأول من 2024، إلى 7.6% بعد أن كانت نسبته 12.8% في عام 2017.
- ارتفاع نسبة تملك المساكن للمواطنين من (47%) في عام 2016 إلى ما يزيد على 63% خلال العام الجاري.
- في مجال السياحة سبقت المنجزات التاريخ المستهدف، حيث حددت استراتيجية السياحة الوطنية التي أطلقت 2019، مستهدف 100مليون سائح في 2030، وتم تجاوز هذاالمستهدف والوصول إلى 109 ملايين سائح العام الماضي .
- حققت المملكة المرتبة السادسة عشرة بين الدول الأكثر تنافسية، ومع استكشاف الثروات الطبيعية تغدو المملكة من أكبر مخازن الثروات الطبيعية في العالم.
- إحراز المملكة مكانة متقدمة في مجال الطاقة المتجددة، وصارت من أكثر الفاعلين فيها إقليمياً ودولياً.
وبين ولي العهد السعودي، أن المملكة نتيجة منجزاتها ورؤيتها، تحظى بثقة عالمية جعلت منها إحدى الوجهات الأولى للمراكز العالمية والشركات الكبرى، وفي مقدمتها افتتاح المركز الإقليمي لصندوق النقد الدولي، ومراكز لنشاطات دولية متعددة في الرياضة والاستثمار والثقافة وبوابة تواصل حضاري وهذه العوامل مجتمعة أسهمت في اختيار المملكة لاستضافة إكسبو 2030، كما تستعد لتنظيم كأس العالم عام 2034م.
تعليق