وزير الصناعة السعودي: فرص استثمارية بـ 60 مليار ريال في قطاع الحديد والصلب
قال وزير الصناعة والثروة المعدنية في السعودية، بندر الخريف، إن النسخة الثالثة من مؤتمر الحديد والصلب تُعد انعكاساً حياً للتطور الكبير الذي يشهده القطاع منذ إطلاق نسخته الأولى عام 2019.
وتابع الخريف في كلمته الافتتاحية بالمؤتمر اليوم الأربعاء: "يمثل المؤتمر فرصة متجددة لتجسيد ما نؤمن به في منظومة الصناعة والثروة المعدنية من أهمية الحوار والشراكة مع القطاع الخاص، الذي نعتبره أساساً في مسيرة التنوع الاقتصادي التي تشهدها المملكة وفق رؤية السعودية 2030".
وأضاف أن الرؤية الوطنية رسمت مساراً واضحاً لبناء اقتصاد مزدهر يقوم على تنويع القاعدة الإنتاجية، ورفع مساهمة القطاع الخاص إلى 65% من الناتج المحلي الإجمالي، وزيادة نسبة الصادرات غير النفطية لتصل إلى 50% من الناتج المحلي غير النفطي.
وأوضح أن قطاعي الصناعة والتعدين يبرزان في قلب هذا الطموح بوصفهما ركيزتين أساسيتين للتنوع الاقتصادي، ومصدرين مهمين لتحقيق مستهدفات الرؤية، مشيراً إلى أن قطاع الحديد يحتل موقعاً استراتيجياً في القيمة السوقية للمعادن المصنعة عالمياً، ما يجعله حجر الزاوية في سلاسل الإمداد الصناعية.
خطة وطنية لإعادة هيكلة القطاع
وتابع الخريف: "استشعاراً لأهمية القطاع، صدرت الموافقة في أغسطس 2024 على الخطة الوطنية لإعادة هيكلة قطاع الحديد، لتكون خارطة طريق لتطويره وتمكينه وضمان استدامته ومواكبته للتغيرات العالمية".
وأشار إلى أن المركز الصناعي استكمل في سبتمبر الماضي دراسة شاملة لقطاع الحديد في المملكة، تضمنت تحليل السوق المحلية ومعدلات الاستهلاك وحجم الواردات والمواصفات القياسية الحالية والمستقبلية، مؤكداً أن نتائج الدراسة أظهرت جاذبية عالية للسوق السعودي، وقدرته على استيعاب استثمارات نوعية تعزز تنافسيته، رغم وجود بعض الفجوات التي يجري العمل على معالجتها.
تحديات القطاع وإنجازات نوعية
وأكد وزير الصناعة أن القطاع واجه خلال السنوات الماضية تحديات حقيقية، أبرزها الفائض في إنتاج حديد التسليح، ومحدودية الطاقات الإنتاجية في المنتجات عالية القيمة، إلى جانب منافسة الواردات التي وصلت إلى ضعف الطاقة الإنتاجية المحلية من مسطحات الصلب.
وأضاف: "هذه التحديات لم تثنِنا عن العمل، بل زادتنا عزيمة على إعادة هيكلة القطاع بما يسد الفجوات ويرفع القيمة المضافة ويضمن استدامة سلاسل الإمداد للاقتصاد المحلي والإقليمي والعالمي".
تأسيس شركة باب الخير بالشراكة مع شركة باوستيل الصينية، وأرامكو السعودية، وصندوق الاستثمارات العامة لإنتاج صفائح الحديد الثقيلة في رأس الخير.
فرص استثمارية بـ60 مليار ريال
وأشار الخريف إلى تكليف المركز الوطني للتنمية الصناعية بتحديث الخطة الوطنية لهيكلة قطاع الحديد بما يتوافق مع المستجدات المحلية والعالمية، إلى جانب مراجعة السياسات والأنظمة ذات العلاقة لتعزيز الاستدامة وتحسين البيئة الاستثمارية.
وأضاف: "تم الانتهاء من دراسة الخيارات المثلى لتغطية العجز في السوق المحلية وتقليل الواردات من مسطحات الصلب، مع تحديد فرص استثمارية تُقدر بحوالي 60 مليار ريال موزعة على مجموعة من المنتجات المهمة لصناعتنا المحلية".
ودعا وزير الصناعة شركات القطاع إلى التعاون في تنفيذ التوصيات الاستراتيجية، ومنها:
إنشاء أكاديمية الحديد لتأهيل الكفاءات الوطنية.
تأسيس شركة وطنية لاستيراد وتوفير الخردة المعدنية، لما لذلك من أثر مباشر في تحسين التكاليف ودعم نمو القطاع.
وقال: "نتطلع إلى أن يواصل القطاع توجهه نحو الصناعات ذات الأثر الاقتصادي العالي، والاستثمار في المنتجات عالية الجودة والتقنيات الحديثة، بما يواكب الزخم الاقتصادي الذي تشهده المملكة ويعزز تنافسية صادراتها".
وأكد الخريف على أن النهضة التي يشهدها قطاع الحديد اليوم هي ثمرة تضافر الجهود بين القطاعين الحكومي والخاص، وإيمان راسخ بأن هذا القطاع يمثل عصباً استراتيجياً لصناعات حيوية مثل النفط والغاز والطاقة المتجددة والصناعات البحرية والسيارات، والمعدات العسكرية، وقطاع البناء والتشييد.
وأوضح أن منظومة الصناعة والثروة المعدنية ستواصل العمل مع شركائها، بما في ذلك وزارة البيئة والمياه والزراعة، لتمكين القطاع من خلال البنية التحتية والتمويل والسياسات والتشريعات الداعمة، مشيداً بدور المؤتمر والقائمين عليه في دعم وتطوير المبادرات التي تعزز تنافسية القطاع.
تعليق