الخميس، 9 أكتوبر 2025

نادية

فنون الطهي: مشروعات ثقافية جديدة لتوثيق تراث المطبخ السعودي

نادية بتاريخ عدد التعليقات : 0

 

كشفت عن برامج تدريب وتأهيل متخصصة للطهاة السعوديين
فنون الطهي السعودي 

فنون الطهي: مشروعات ثقافية جديدة لتوثيق تراث المطبخ السعودي

تأخذ هيئة فنون الطهي على عاتقها إبراز حكاية الأطباق السعودية العريقة، وتوثيق تفاصيلها، والتعريف بالمطبخ السعودي الذي يشتهر بالتنوع، فكلما ذهبت بشتى اتجاهات البلاد، يلفتك تراث الطهي السعودي، الذي يعد جزءاً من الهوية الوطنية والذاكرة الثقافية للمملكة.

وتؤكد الرئيسة التنفيذية لهيئة فنون الطهي السعودية، ميادة بدر، في حديث خاص لـ"العربية.نت"، أن الهيئة التي تأسست في عام 2020، تصوغ في الوقت الراهن مشروعات تربط بين تراث الطهي السعودي والطموح المعاصر لتجارب الطهاة بتوثيق الأكلات والوصفات الشعبية، لتعريف الآخرين بقصص أطباق السعودية المتنوعة، وأصولها.

تقول الشيف ميادة بدر، أول رئيسة لهيئة تعنى بشؤون الطهي في السعودية، إن مشروعات الهيئة تعد وسيلة لحفظ هوية البلاد، إذ يعزز تقديمها للعالم بلغة حديثة مكانة المملكة.

وأضافت أن الهيئة تحرص على تحقيق التوازن بين ذائقة المجتمع المحلي ورغبات الآخرين الذين يقصدون المجيء إلى البلاد، قائلة: "نعمل ليكون المطبخ السعودي مصدر فخر لأبنائه، وتجربة ملهمة للزوار. هدفنا أن ينعكس جمال المطبخ السعودي على الداخل، ويثير فضول الخارج".

في الإطار ذاته، ترى ميادة بدر، أن الهيئة السعودية لفنون الطهي تنظر إلى المطبخ السعودي بوصفه جزءاً من الهوية الوطنية والذاكرة الثقافية، وليس مجرد أطباق ووصفات. وتقول: "المطبخ السعودي ليس مجرد نكهات ووصفات، بل تعبير عن الهوية والثقافة والذاكرة الجمعية"، مشيرة إلى أن "التنوع الكبير في المطبخ السعودي هو أحد أسرار تميّزه".

ويشتهر المطبخ السعودي بموائد غنية تتنوع باختلاف المدن، إذ تُعرف المنطقة الوسطى مثلاً بطبق القرصان وطبق المرقوق والثريد مع اللحم والحنيني، فيما تُعرف الشرقية بأطباق المأكولات البحرية، وكذلك الحال تشتهر مناطق جنوب البلاد بمأكولات يغلب على مكوناتها القمح مثل الرقش، والعريكة، والعصيدة.

في السياق ذاته، أشارت إلى أن مناطق السعودية يحمل طعامها نكهته الخاصة المتأثرة بعوامل الطبيعة والموروث، لافتة إلى أن هذا التنوع لا يُضعف الهوية بل يعزّزها، إذ إن السعوديين يجمعهم روح الكرم والضيافة التي تتجلى في كل مائدة، بوضوح".

ويحتفظ طبق "الجريش" - وهو طبق قمح مجروش وليس مطحوناً - بمكانته، إذ اعتمدته الهيئة طبقاً وطنياً للبلاد، وكذلك بالنسبة لحلوى "المقشوش" لتكون الحلوى الوطنية السعودية، اعتزازاً واحتفاءً بهاتين الوجبتين اللتين تعبران عن أصالة المطبخ السعودي وخصوصيته الفريدة.

وتسعى الهيئة إلى ترسيخ ثقافة فنون الطهي، وتنظيم واقع القطاع كذلك، وتجسيد أفضل قيم الضيافة والثقافة التي تزخر بها السعودية محلياً وعالمياً عبر تراث فنون الطهي والمواهب في هذا القطاع، والتحوّل إلى الوجهة الأولى للمذاقات الفريدة والغنية في الشرق الأوسط والعالم العربي وإلى قطاع مرجعي من حيث التكامل والفاعلية.

وأشارت ميادة بدر، الرئيسة التنفيذية لهيئة فنون الطهي، إلى أن"الأبحاث والدراسات التي نفذتها الهيئة تجاه محتوى الثقافة الغذائية أرست الأسس المعرفية للقطاع".

وعن الإبداع والابتكار في الطهي، أوضحت أن الإبداع لا يرتبط بالوصفات بل بطريقة التفكير في فنون الطهي كمنظومة ثقافية واقتصادية متكاملة، إذ تنطلق رؤية الهيئة من الموروث المحلي بوصفه مصدر إلهام، لتطوير مفاهيم جديدة تشمل التجارب والتعليم والتصميم والاستثمار في المكونات المحلية.

كشفت الشيف ميادة كذلك أن الهيئة أصبحت تمكن الطهاة ورواد الأعمال من أجل ابتكار مشروعات تعكس روح الثقافة السعودية وتواكب التوجهات العالمية. وأكدت العمل على بناء قطاع طهي سعودي يتيح فرصاً واسعة للنمو ويحتضن المبدعين، ويتيح برامج تدريب وتأهيل متخصصة تدعم رواد الأعمال، والمواهب الصاعدة، وتهيئة بيئة عمل تعزّز الابتكار والإنتاج والمعرفة.

في الأثناء، أوضحت أن مشروعات الهيئة تشكل خطوة نوعية للوصول إلى الرؤية الكبرى بأن تكون السعودية مركزاً عالمياً لفنون الطهي. وقالت: "الحلم ليس في مشروع واحد أو إنجاز محدد، بل في أن نرى منظومة فنون الطهي في المملكة متكاملة ومستدامة. أن نستمر في دعم القطاع بكل مكوناته، من البحث والتوثيق إلى التعليم والابتكار وريادة الأعمال".

تطمح الرئيس التنفيذي لهيئة فنون الطهي، ميادة بدر، أن تصبح السعودية مرجعاً في المعرفة والتجارب الطهوية، بجانب الحفاظ على زخم النمو ليبقى مصدر فخر وثقافة للأجيال القادمة، حسب قولها.

وشددت على أن الهيئة تهتم أيضاً بمسألة بناء الفكر والمحتوى المعرفي، لا المهارات فحسب. تقول: "نؤمن أن بناء قطاع قوي يبدأ من صناعة المعرفة، لذلك نستثمر في الدراسات والبحوث، ونوثّق التراث الطهوي السعودي، وننتج محتوى يروي القصص خلف الوصفات والمكونات والتجارب، هذه المعرفة تتحوّل لاحقاً إلى مشاريع ومبادرات تترجم الإبداع إلى واقع يسهم في نمو القطاع ويعزّز مكانة المملكة كوجهة عالمية لفنون الطهي.

فنون الطهي: مشروعات ثقافية جديدة لتوثيق تراث المطبخ السعودي
تقييمات المشاركة : فنون الطهي: مشروعات ثقافية جديدة لتوثيق تراث المطبخ السعودي 9 على 10 مرتكز على 10 ratings. 9 تقييمات القراء.

مواضيع قد تهمك

تعليق