يوما تلو يوم، وسقطة بعد سقطة، يتأكد إصرار قناة "الجزيرة" على مواصلة دورها التخريبي الداعم للإرهاب والمثير للفتنة والمشجع على الخراب والفوضى.
بالأرقام والإحصائيات.. كيف أحبط السعوديون مؤامرة "الجزيرة"؟
سقطات متتالية ومتواترة تؤكد بما لا يدع أي مجال للشك، دعم القناة العلني للإرهاب والإرهابيين، كان أحدثها نشر الموقع الإلكتروني "للجزيرة" قبل أيام مقالا يدافع عن الإرهابي المصري هشام عشماوي، ويؤيد أفكاره، ويدافع عن الأعمال الإرهابية ويصفها بأنها "مقاومة مسلحة".
وعشماوي تم إعدامه مارس/ آذار الماضي بعد إدانته بتهم قتل جنود وضباط والتخطيط لهجمات تستهدف كمائن لقوات الجيش والشرطة، واعترف هو نفسه في فيديوهات مصورة له بارتكابها قبيل اعتقاله.
وعلى وقع الفضيحة والترويج الفج لرؤى الإرهاب والإرهابيين وتلميعهم، والهجوم على القناة ، اضطرت "الجزيرة" لحذف المقال، زاعمة أن أن ما حدث كان خطأ مهنيا فرديا.
إلا أن ما تصفه بالخطأ الفردي، يأتي بعد أيام من فضيحة أخرى للجزيرة، إثر قيامها بتمجيد قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق "القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، المصنف إرهابيا، والمتورط في إراقة دماء الكثير من الأبرياء حول العالم، وخصوصا في سوريا واليمن والعراق ولبنان.
وهو ما يؤكد أن ما تسميه "الجزيرة" خطأ فردي هو توجه للقناة.
فمنذ تأسيسها دعمت قناة "الجزيرة" الجماعات الإرهابية علنا واستضافت قادتها من أمثال أبومحمد الجولاني زعيم جبهة النصرة ذراع تنظيم القاعدة في سوريا على شاشتها للترويج لأفكارهم.
كما أن مؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن لم يطمئن في مقابلاته وترويج تصريحاته وتهديداته، إلا لقناة "الجزيرة" القطرية.
"الجزيرة".. الوجه الآخر
ومنذ ذلك الوقت وحتى اليوم، تواصل "الجزيرة" نفس النهج، بل أحيانا تأخذ خطوات متقدمة قد لا تجرؤ عليها الجماعات الإرهابية نفسها، مثلما ما حدث قبل أيام .
ويأتي ذلك على وقع ما حققه المسلسل المصري "الاختيار" الذي يحكي قصة البطل الشهيد أحمد صابر منسي، قائد الكتيبة 103 صاعقة بالجيش المصري، الذي استشهد في كمين البرث بمدينة رفح شمال سيناء (شمال شرق) عام 2017، ونجاح المسلسل في فضح العديد من عناصر الإرهاب وأفكارهم من أمثال هشام عشماوي وعماد عبدالحميد.
أرق مضجع "الجزيرة" أن ينقل عمل درامي حقيقة عناصر تقدمهم للمجتمع بأنهم رموز، فنشرت مقالا تحت عنوان (هشام عشماوي.. الوجه الآخر من الاختيار)، انتقدت فيه قيام الأعمال الدرامية بتقديم صورة سلبية للإرهابيين، واصفة تلك الصورة بأنها تشويه متعمد لهم.
ويكفي من مطالعة تعريف كاتب المقال الذي يدعى مصطفى البدري، الذي تقدمه الجزيرة على أنه " باحث وداعية إسلامي. عضو المكتب السياسي للجبهة السلفية. وممثل الجبهة في التحالف الوطني لدعم الشرعية، والمنسق العام للتحالف (سابقا)"، وكتاباته، الكشف إنه من الداعمين للجماعات الإرهابية.
فلم يستح كاتب المقال، أن يدافع عن الإرهابيين هشام عشماوي، وعماد عبد الحميد، بل وصفهما بأنهما رمزان للمقاومة ومن الشخصيات الإسلامية البارزة.
وفي محاولة فاشلة من كاتب المقال، لتحقيق أهداف "الجزيرة" في استقطاب التعاطف مع الإرهابيين، خصص مقاله لنشر سيرة ذاتية لعشماوي، ترك فيها العنان لخياله أن يؤلف ما يشاء ويكذب عندما يشاء.
ولكن لأن للكاتب وجزيرته حدودا للخيال فلم يستطع إنكار العديد من العمليات الإرهابية التي اعترف عشماوي نفسه بارتكابها ـ فضاغ تلك الاعترافات بشكل خبيث، بل وبرر لها، في تحريض فج على الإرهاب.
ولم يكتف الكاتب وجزيرته بتبرير عمليات إرهابية اعترف عشماوي نفسه بارتكابهاـ بل ذهب إلى أبعد من ذلك، حاضا على التحريض على مفهوم الدولة الوطنية وحمل السلاح لمواجهتها تنفيذا لمخططات الجماعات الإرهابية.
وأشار إلى أن عشماوي كانت "تتلخص رؤيته في أن الشعوب لا بد أن تمتلك أدوات الدفاع عن نفسها حتى تجبر السلطات على التسليم والتراجع للخلف" في حض واضح على العنف والإرهاب وعدم احترام المؤسسات الرسمية.
جريمة لا تغتفر
وعلى وقع الفضيحة والترويج الفج لرؤى الإرهاب والإرهابيين وتلميعهم، والهجوم على القناة ، اضطرت "الجزيرة" لحذف المقال، زاعمة أن ما حدث كان خطأ مهنيا فرديا.
وقالت إنه "تم حذف هذه المادة، لتعارضها مع سياسات النشر في الجزيرة، ومع مقتضيات السلوك المهني، وتؤكد مدونات الجزيرة أن ما حدث كان خطأ مهنيا فرديا، وسيتم اتخاذ الإجراءات المناسبة لمحاسبة المسؤول عنه وضمان عدم تكراره مستقبلا."
وهاجم المغردون القناة القطرية، واصفين أن ما تم نشره على موقع الجزيرة ليس مجرد سقطة أو نشر رأي لمتطرف داعم للعنف والارهاب، مؤكدين أنها جريمة لاتغتفر تتضمن تحريضا واضحا وصريح على العنف والإرهاب.
وأكدوا أن ما قامت به عار على أي وسيلة إعلامية ومخالف للأعراف ومواثيق الشرف الصحفية والإعلامية.
هشام عشماوي سجل أسود
ونفذت السلطات المصرية، في مارس/ آذار الماضي حكما بالإعدام على الإرهابي هشام عشماوي الذي أدانته محاكم عسكرية بتهم قتل جنود وضباط والتخطيط لهجمات تستهدف كمائن لقوات الجيش والشرطة.
وشارك عشماوي في عمليات إرهابية عديدة بمصر أبرزها استهداف وزير الداخلية الأسبق اللواء محمد إبراهيم، يوم 5 سبتمبر/أيلول 2013، برصد موكبه وتصويره والتخطيط لاغتياله.
ودبر أيضا الهجوم على كمين الفرافرة (شمال غرب) الذي أسفر عن مقتل 28 ضابطا ومجندا، وكذلك استهداف كمين شرطة مدنية بمنطقة أبوصوير (ِشمال شرق)، وأسس حركة "المرابطون" المنتمية لتنظيم القاعدة الإرهابي.
وفي 29 مايو/أيار 2019، أعلنت القاهرة تسلم الإرهابي عشماوي من ليبيا بعد توقيفه من قبل الجيش في مدينة درنة (شرق) أكتوبر/تشرين الأول 2018.
أما عماد الدين السيد أحمد عبدالحميد وكنيته "الشيخ حاتم" فيعد أحد أهم قيادات تنظيم "المرابطون" الإرهابي، وهو القائد الفعلي الميداني لعدد كبير من عمليات التنظيم أهمها هجوم الواحات الإرهابي في 20 أكتوبر/تشرين الأول 2017.
وتعود أهمية الإرهابي "حاتم" في التنظيم كونه ضابط صاعقة سابقا بالجيش المصري، فصل بعد ثبوت اعتناقه الأفكار التكفيرية، وانضم لخلية عشماوي التي أنشأها عام 2012 عقب فصله من الجيش، وتضم مجموعة من الإرهابيين.
وانتقل عبدالحميد رفقة عشماوي من تنظيم إرهابي إلى آخر حتى انتهى به المطاف لتنظيم "المرابطون" الإرهابي التابع للقاعدة، ونفذ عبدالحميد عددا من العمليات الإرهابية في مصر أخطرها هجوم الواحات الإرهابي.
وكان هشام عشماوي كلف عماد عبدالحميد بالانتقال للواحات المصرية لتخصيصها كمحطة لاستقبال للمجموعات الإرهابية القادمة من ليبيا لشن عمليات إرهابية في مصر خاصة بعد إصابة عشماوي في إحدى العمليات الإرهابية بمصر.
ونجحت يقظة الأجهزة الأمنية في التصدي للخلية الإرهابية قبل جلب المزيد من الإرهابيين من ليبيا أو تنفيذ هجمات على دور العبادة والمؤسسات المدنية داخل مصر، وقتل عبدالحميد خلال المطاردة والاشتباكات في نوفمبر/تشرين ثان 2017.
تعليق