تؤمن الإمارات بأهمية التضامن والتعاون لتعزيز استقرار العالم ورسالتها السامية ومسؤوليتها الحضارية في التخفيف عن الشعوب أينما كانوا بغض النظر عن الجغرافيا أو الدين أو السياسة اقتداء بنهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في غوث المحتاج ومد يد العون للجميع .
ومن هذا المنطلق تحرص دولة الإمارات على أن تكون بمقدمة الدول الداعمة لأفغانستان حيث تواصل جهودها الرامية إلى مساعدتها على تجاوز التحديات المختلفة التي تواجهها على كافة المستويات خصوصا في فترات التقلبات التي شهدتها على مدار عقود وتشهدها بالوقت الراهن .
وتقدم الإمارات دعما شاملا لأفغانستان البلد الذي لطالما عانى من ويلات الحروب فكانت اليد التي تمتد للإغاثة وتقديم العون والوساطة لتحقيق المصالحة وفتحت أبوابها لاستقبال وإجلاء الآلاف من المواطنين الأفغان والأجانب الذين فروا من أفغانستان .
وتلعب الدولة دورا حيويا بأفغانستان على جميع المستويات لمساعدة البلد الغارق حاليا في تقلبات قادت حركة طالبان إلى الحكم من جديد ، وقدمت مساعدات طبية وغذائية عاجلة في إطار المساهمة بتوفير الاحتياجات الأساسية والضرورية لآلاف الأسر الأفغانية خاصة الفئات الأكثر ضعفاً كالنساء والأطفال وكبار السن .
وتعد الطائرة الإماراتية التي حملت مساعدات طبية وغذائية عاجلة أول طائرة مساعدات تصل إلى أفغانستان منذ الانسحاب الأمريكي الذي أعاد مفاتيح الحكم إلى حركة طالبان .
ولم يقتصر هذا الدعم على المساعدات الإنسانية فقط فقبل أيام استضافت الإمارات بتوجيهات من الشيخ محمد بن زايد آلاف العائلات الأفغانية ووفرت لهم الرعاية في المجتمع مؤقتاً ، إضافة إلى اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتوفير الرعاية والدعم اللازمين بما يوفر لهم مقومات الحياة الكريمة .
وتأتي هذه الخطوة استكمالًا لجهود دولة الإمارات منذ بداية الأزمة الأخيرة في أفغانستان لدعم وتسهيل رحلات الإجلاء لدول أخرى ومنظمات دولية من خلال استخدام مطارات الإمارات وشركات النقل المحلية حيث تم إجلاء عشرات الآلاف من الأفغان والأجانب إلى دول أخرى بمساعدة الإمارات .
وتنظر القيادة الرشيدة للبلاد لجهود تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية في أفغانستان بإعتبارها جبهة رئيسية في الحرب على الإرهاب في ظل وجود العديد من التنظيمات الإرهابية العابرة للحدود على أراضيها كـ"القاعدة" وتنظيم "داعش"، ولأنها تقع في منطقة حافلة بمصادر التوتر والاضطراب ولهذا كان من الضرورى دعم جهود الأمن والسلام والاستقرار فيها .
ولا تنفصل المشروعات في مجالات التعليم والصحة والإسكان بهدف تحسين الأوضاع المعيشية للشعب الأفغاني عن رؤية الإمارات الشاملة لمكافحة التطرف والإرهاب التي تنطلق من إدراك عميق لأهمية العمل على تجفيف البيئة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تغذي التطرف والعنف .
تعليق