قال أحمد العنزي مدير عام إدارة برنامج التشجير في المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر السعودي إنه تم الإعلان عن خارطة الطريق لزراعة 10 مليارات شجرة كإحدى مستهدفات مبادرة "السعودية الخضراء" التي أعلن عنها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان .
وأضاف العنزي أن المخطط الاستراتيجي سيخلق أكثر من مليون وظيفة مباشرة وغير مباشرة وسيكون على عدة مراحل تبدأ المرحلة الأولى العام المقبل وتنتهي في 2030 .
وتعدّ مبادرة "السعودية الخضراء" واحدة من أكبر مبادرات إعادة التشجير في العالم حيث تعكس التزام المملكة بالتصدي للتحديات البيئية المختلفة التي تواجه البلاد بما في ذلك انخفاض معدلات هطول الأمطار ومساحة الأراضي الصالحة للزراعة ومناطق الغابات إلى ما دون المعدلات العالمية.
وكان الهدف الأولي الذي تم الإعلان عنه لزراعة 10 مليارات شجرة يعادل استصلاح 40 مليون هكتار من الأراضي في المملكة. ومن خلال تنفيذ الدراسة، تم رفع هذا الهدف ليعادل الآن استصلاح 74.8 مليون هكتار من الأراضي. ويشكّل هدف زراعة 10 مليارات شجرة نسبة 1% من هدف التشجير العالمي، و20% من هدف زراعة 50 مليار شجرة الذي حددته مبادرة "الشرق الأوسط الأخضر".
يشار إلى أن خارطة الطريق التي أعلن عنها اليوم لا تمثّل بداية جهود التشجير في المملكة إذ شهدت الفترة بين عامي 2017 و2023 زراعة 41 مليون شجرة في مختلف أنحاء المملكة ، ومن المتوقع أن تستفيد مراكز المدن من زيادة الكثافة الشجرية التي ستسهم في خفض درجات الحرارة بمقدار 2.2 درجة مئوية وتحسين جودة الهواء.
يذكر أن خارطة الطريق استندت إلى دراسة جدوى علمية استراتيجية تفصيلية استمرت لمدة عامين جرى تنفيذها بالتعاون بين وزارة البيئة والمياه والزراعة والمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحّر، بمشاركة نخبة من أمهر الخبراء محليّاً ودوليّاً في تخصصات متعددة .
كما توسّعت الدراسة لتشمل أساليب الري المستدامة التي يمكن استخدامها في أنشطة التشجير وضمان توافق أنواع الأشجار المختارة مع الغطاء النباتي وقدرتها على التكيف مع مناخ المملكة ، وشملت الدراسة أكثر من 1,150 مسحاً ميدانيّاً في مختلف مناطق المملكة لتحديد المواقع الجغرافية الأنسب لزراعة الأشجار استناداً إلى الظروف البيئية المختلفة ، كما تضمنت الدراسة تقييماً شاملاً للقطاعات ذات الصلة بالاستفادة من التوصيات العلمية والتقنيات المتقدمة .
وتحتضن السعودية أكثر من 2,000 من الأنواع النباتية، التي تزدهر عبر مجموعة متنوعة من الموائل الطبيعية، بما في ذلك غابات المانجروف والمستنقعات والغابات الجبلية والمراعي والمتنزهات الوطنية والوديان ، ومن المتوقع زراعة أكثر من 600 مليون شجرة بحلول عام 2030 أي ما يعادل استصلاح 3.8 مليون هكتار من الأراضي. وتعدّ استعادة وحماية التنوع الأحيائي أحد أهم الجوانب التي يركز عليها هدف زراعة 10 مليارات شجرة.
تعليق