أكد عادل بن أحمد الجبير وزير الدولة للشؤون الخارجية عضو مجلس الوزراء مبعوث شؤون المناخ في المملكة العربية السعودية أمس الجمعة استمرار اهتمام المملكة والتزامها بالتعاون مع جميع الشركاء الدوليين والإقليميين لمكافحة التغير المناخي والإسهام في تحقيق المستهدفات العالمية لإيجاد بيئة أفضل للأجيال القادمة .
وقد ترأس الجبير وفد المملكة المشارك في منتدى الاقتصادات الكبرى حول الطاقة والمناخ (MEF)، الذي دعا إليه وافتتحه فخامة الرئيس جوزيف بايدن رئيس الولايات المتحدة الأميركية وافتتح كلمة السعودية التي ألقاها عبر (تقنية الفيديو) بالشكر لرئيس الولايات المتحدة على استضافة هذه القمة المهمة في مثل هذا الوقت الذي يواجه فيه العالم تحديات التغير المناخي .
ودعا إلى العمل بشكل جاد على استجابة دولية مشتركة وفاعلة وحشد جميع الجهود لمواجهتها والأخذ بالاعتبار الظروف الخاصة التي تواجهها الدول الأقل نمواً ودعمها لمواجهة الآثار السلبية لسياسات التغير المناخي دون إعاقة تنميتها المستدامة واستعرض جهود المملكة ومبادراتها المحلية والدولية والإقليمية لمواجهة التحديات المناخية واستشعار رؤيتها 2030 لتلك التحديات من خلال جعل البيئة والتنمية المستدامة من الأهداف الرئيسية لها .
وخلال مؤتمر الدول الأطراف لتغير المناخ (COP26) في مدينة غلاسكو الذي استضافته المملكة المتحدة العام الماضى أشار الأمير عبد العزيز بن سلمان وزير الطاقة السعودى إلى أن بلاده أطلقت أخيراً مبادرتي «السعودية الخضراء» و«الشرق الأوسط الأخضر» بغية خفض الانبعاثات الكربونية في منطقة الشرق الأوسط بنسبة تزيد على 10 في المائة من مجمل الإسهامات العالمية الحالية .
ووفق الأمير عبد العزيز رفعت المملكة مستوى إسهاماتها المحددة الوطنية خلال العقد الحال وذلك بتخفيض الانبعاثات بمقدار 278 مليون طن سنوياً بحلول عام 2030 أي ما يعادل أكثر من ضعف ما سبق الإعلان عنه في عام 2015 فيما أعلنت عن استهدافها الوصول إلى الحياد الصفري في عام 2060 من خلال نهج الاقتصاد الدائري للكربون إدراكاً منها لأهمية رفع سقف الطموح المأمول لمواجهة التحديات البيئية المرتبطة بالتغير المناخي .
وتقوم المملكة العربية السعودية بدور كبير عن طريق التعاون مع حلفائها الدوليين على المستوى الدولي في مكافحة التغير المناخي ، ففي نوفمبر 2016 أيدت المملكة العربية السعودية اتفاقية باريس بشكل رسمي وهي اتفاقية تدعو لاتحاد كل البلدان من أجل مكافحة مشكلة التغير المناخي والتخفيف من حدتها .
أصبح التغير المناخي واحداً من أهم المشاكل التي تؤرق المجتمعات على المستوى الدولي الوطني والمحلي في العقود الأخيرة حيث أجمع العلماء على أن زيادة درجات الحرارة والتغيرات المناخية المفاجئة لها مخاطر فورية وأخرى على المدى الطويل على التكوين البيئي والعمراني للمجتمعات وللمواطنين على حد سواء .
وتشير الدلائل إلى أن الأسباب الرئيسية التي أدت لهذا التغير البيئي هي الاستهلاك المكثّف للوقود بأنواعه والتمدد الحضري وإزالة الغابات والاستخدام المبالغ للأراضي ، ومن المظاهر التي نراها بشكل شبه دائم لهذا التغير البيئي هي العواصف الشديدة والجفاف والفيضانات والأمطار الكثيفة وقد أظهرت تقارير الأمم المتحدة أن مليارات البشر يتأثرون سلباً بهذه الظواهر الناتجة عن التغير المناخي .
تعليق