الأحد، 10 أغسطس 2025

نادية

كنوز بتريليونات الدولارات.. مسؤول سعودي يكشف مفاجآت عن مستقبل التعدين في المملكة

نادية بتاريخ عدد التعليقات : 0

 

تقديرات قيمة الموارد المعدنية للمملكة ارتفعت إلى 2.5 تريليون دولار في 2024
 مستقبل التعدين في المملكة

كنوز بتريليونات الدولارات.. مسؤول سعودي يكشف مفاجآت عن مستقبل التعدين في المملكة


في خضم سباق عالمي على المعادن التي تُعد عصب الصناعات الحديثة، تكشف السعودية عن تحول استراتيجي في قطاع التعدين، يقوده طموح "رؤية 2030" ورغبة جامحة في استكشاف الكنوز الكامنة في أعماق أراضيها.

ففي لقاء خاص ضمن برنامج "الدرجة الأولى" على قناة "العربية Business"، كشف نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين، خالد المديفر، عن قفزة مذهلة في تقديرات قيمة الموارد المعدنية للمملكة، حيث ارتفعت من 1.3 تريليون دولار عام 2016 إلى 2.5 تريليون دولار في عام 2024. لكن المدهش أكثر أن الرقم، كما يقول المديفر، قد يكون مجرد البداية.

وأضاف أن هذه الأرقام لا تمثل سوى جزء من الإمكانات الهائلة التي أظهرتها المسوحات الجيولوجية الحديثة، مشيراً إلى أن المملكة قد تدخل في منافسة مباشرة مع الغرب الأسترالي، أحد أعظم أقاليم التعدين في العالم.

رؤية صناعية بأفق عالمي

ولم يكن المديفر يتحدث عن قطاع فحسب، بل عن مشروع وطني طموح يعيد تشكيل اقتصاد البلاد. إذ ارتفع إسهام قطاع التعدين في الناتج المحلي من 64 مليار ريال في 2016 إلى أكثر من 120 مليار ريال، بزيادة تفوق 86%، فيما نمت الصادرات المعدنية إلى 26 مليون طن، وارتفع عدد مصانع التعدين إلى 2200 مصنع مع أكثر من 350 مصنعاً قيد الإنشاء.

وبينما يشير إلى أن "رؤية 2030" هي فرصة فريدة لإعادة تعريف القدرات الوطنية، يتوقع المديفر أن تصل إيرادات قطاع التعدين إلى 75 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2030، مقارنة بـ17 مليار دولار فقط هذا العام.

الليثيوم.. قصة سعودية جديدة

ومن الملفات اللافتة التي سلط الضوء عليها، مشروع استخراج الليثيوم من مياه التحلية والمياه المالحة الناتجة عن البترول، باستخدام تقنيات مبتكرة قد تضع المملكة في صدارة الدول المنتجة للمعادن الحرجة.

وأوضح أن السعودية، بوصفها أكبر دولة في العالم في تحلية مياه البحر ومن بين أكبر منتجي النفط، تملك ميزة تنافسية لاستخدام هذه التقنية. كما أشار إلى إنشاء أول مصنع تجاري تجريبي لاستخراج الليثيوم بالتعاون مع "أرامكو".

ورغم ارتفاع التكلفة حالياً، إلا أن المؤشرات السوقية المشجعة، مثل ارتفاع أسعار الليثيوم بنسبة 300% خلال العقود الأخيرة، تدفع للاستثمار طويل الأجل في هذا المجال.

الدرع العربية.. ذهب تحت الرمال

في قلب هذا التحول، تأتي منطقة الدرع العربي، التي تُعد من أقدم التكوينات الجيولوجية وأكثرها ثراءً في العالم. وقد شملت أعمال المسح الجيولوجي أكثر من 600 ألف كيلومتر مربع، وتم توفير بيانات تفصيلية رقمية مجانية للمستثمرين تغطي أكثر من 400 ألف كيلومتر مربع، ضمن واحدة من أكبر حملات الاستكشاف المعدني على مستوى العالم.

وقال المديفر إن 61% من هذه البيانات أصبحت متاحة للمستثمرين عبر قاعدة بيانات رقمية، ما أدى إلى قفزة في عدد الشركات الاستكشافية من 5 شركات سعودية فقط إلى أكثر من 133 شركة، كثير منها بشراكات أجنبية.

كما ارتفع الاستثمار في الاستكشاف الجيولوجي من 60 مليون ريال في 2018 إلى 500 مليون ريال سنوياً، بمعدل نمو سنوي يبلغ 40%، وهو ما يفوق بكثير المعدل العالمي البالغ 6%.

التقنيات والعمل عن بعد.. رؤية استباقية

وفي ظل التحديات الجغرافية، قال المديفر إن المملكة بدأت بتوظيف تقنيات العمل عن بعد لإدارة المناجم، ما يتيح تشغيلها في المناطق النائية بكفاءة عالية.

كما أشار إلى مبادرة طرحتها "معادن" وتبنتها جامعة الملك فهد للبترول والمعادن لإنشاء كلية متخصصة في هندسة التعدين، تدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات، لربط علوم الأرض بالثورة الرقمية.

المعادن.. وقود المستقبل

وأكد المديفر أن تحول الطاقة العالمي يرفع الطلب على المعادن الأساسية مثل النحاس والنيكل والليثيوم، بمعدلات تفوق الصناعات التقليدية بـ3 إلى 6 أضعاف. وذكر أن 14 دولة من مجموعة العشرين وضعت استراتيجيات وطنية لضمان تأمين هذه المعادن.

وفي هذا السياق، قدّر احتياجات قطاع التعدين عالميًا إلى 6 تريليونات دولار من الاستثمارات بحلول عام 2035 لضمان أمن الطاقة الجديد. ومع محدودية رؤوس أموال كبرى شركات التعدين، توقع أن يأتي التمويل من شركات خارج القطاع، مثل شركات السيارات الكهربائية، والطاقة المتجددة، والصناديق السيادية.

وقال إن أكبر 20 شركة تعدين على مستوى العالم تتراوح حجم رؤوس أموالها مجتمعة بين 1.5 إلى 2 تريليون دولار.

من مدير مالي شاب إلى صانع تحولات اقتصادية

في جانب شخصي من المقابلة، روى المديفر محطات من مسيرته المهنية التي بدأت كأصغر مدير مالي في شركة يابانية بالسعودية، قبل أن يُعيّن رئيساً لشركة "أسمنت القصيم" بعمر صغير في 1994، حيث قادها لعملية تحول كبيرة.

لكن القفزة الكبرى في مسيرته جاءت حين طلب بنفسه الانتقال إلى شركة "معادن"، متخلياً عن راتب أعلى ومنصب مرموق، ليقود رحلة تحول الشركة إلى واحدة من أكبر الكيانات في القطاع عالمياً.

نصيحة للشباب.. الطموح والشجاعة والتواضع

ولم يُخفِ المديفر تفاؤله بجيل الشباب، ووجّه لهم ثلاث نصائح اعتبرها مفاتيح النجاح: الطموح، وروح المبادرة، والتواضع.

وقال إن التحدي الأكبر أمامهم هو بناء القدرات لمنافسة عالمية شرسة، لكنه أكد أن "رؤية 2030" توفر الفرصة التاريخية لتحقيق ذلك، في ظل تنوع الاقتصاد السعودي الذي أصبح يشمل التعدين، والسياحة، والترفيه، وحتى الألعاب.

بين السطور.. هل يكتب المديفر سيرته؟

وفي ختام اللقاء، ألمح المديفر بطريقة غير مباشرة إلى احتمال إصدار كتاب عن مسيرته، بعدما سأل محاورته فاطمة الضاوي عن تجربتها في الكتابة. قد لا يكون الكتاب عن التعدين فقط، بل عن الثروة البشرية التي يرى فيها المديفر الكنز الحقيقي للمملكة.

كنوز بتريليونات الدولارات.. مسؤول سعودي يكشف مفاجآت عن مستقبل التعدين في المملكة
تقييمات المشاركة : كنوز بتريليونات الدولارات.. مسؤول سعودي يكشف مفاجآت عن مستقبل التعدين في المملكة 9 على 10 مرتكز على 10 ratings. 9 تقييمات القراء.

مواضيع قد تهمك

تعليق