الثلاثاء، 23 سبتمبر 2025

اليوم الوطني السعودي: مسيرة وطن بالأرقام والمشاريع

 

الذكرى الـ95 لليوم الوطني

اليوم الوطني السعودي: مسيرة وطن بالأرقام والمشاريع


منذ توحيد الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود لأرجاء المملكة عام 1932 تحت راية التوحيد، أصبح اليوم الوطني السعودي محطة يستلهم منها المواطنون ملحمة التأسيس ويتأملون تحول البدايات إلى نهضة عصرية تتجدد ملامحها اليوم مع رؤية المملكة 2030.

على الرغم من أن النفط شكل لعقود ركيزة الاقتصاد الوطني، إلا أن العقد الأخير كشف عن تحول استراتيجي، حيث أصبحت الأنشطة غير النفطية المحرك الرئيسي للنمو. 

ففي عام 2024، سجلت هذه الأنشطة ارتفاعاً بنسبة 4.3%، مما ساهم في زيادة الناتج المحلي الحقيقي بنسبة 1.3%، مؤكداً نجاح المملكة في بناء اقتصاد متنوع أكثر مرونة واستدامة.

سياحية بأرقام قياسية

تجسد السياحة أوضح صور هذا التحول، حيث تجاوزت المملكة مبكراً هدف الـ100 مليون زائر، لترفع طموحها إلى 150 مليون بحلول عام 2030.

 تكشف الأرقام وحدها حجم الإنجاز: بلغ إنفاق الوافدين 168.5 مليار ريال خلال عام 2024 بزيادة 19%، فيما حقق حساب السفر فائضاً تاريخياً هو الأعلى على الإطلاق عند 49.8 مليار ريال.

لم تكن هذه القفزات لتتحقق دون مشاريع سياحية وتنموية عملاقة. ففي شمال غرب المملكة، تواصل نيوم صياغة ملامح المستقبل، مع إطلاق جزيرة "سندالة" كأول وجهة سياحية، وتطوير مكوناتها الكبرى مثل "ذا لاين" و"تروجينا" و"أوكساغون". 

وفي العاصمة، تتجه القدية لافتتاح وجهات ترفيهية غير مسبوقة بنهاية عام 2025، تشمل مدينة "Six Flags Qiddiya City" و"أكورابيا"، أكبر مدينة مائية من نوعها.

البحر الأحمر وأمالا.. وجهة الفخامة المستدامة

على ساحل البحر الأحمر، بدأت مرافق جزيرة شورى الرئيسية استقبال الزوار في سبتمبر 2025، ضمن خطة تستهدف افتتاح 16 منتجعاً في مرحلتها الأولى وصولاً إلى 50 منتجعاً بحلول عام 2030. وبالتوازي، يواصل مشروع أمالا المخصص للسياحة البيئية الفاخرة استكمال مرحلته الأولى، لترسيخ مكانة المملكة كوجهة سياحية عالمية.

اقتصاد متنوع يتجاوز تقلبات النفط

تمثل هذه المشاريع جوهر التحول الاقتصادي، حيث ارتفعت مساهمة الإيرادات غير النفطية لتقترب من نصف دخل الميزانية العامة، كما ساهمت الأنشطة غير النفطية بما يقارب نصف الناتج المحلي بالأسعار الجارية، في تحول هيكلي غير مسبوق بتاريخ المملكة.

اليوم الوطني.. ذاكرة التأسيس ومرايا المستقبل

في الذكرى الـ95 لليوم الوطني، لا يستعيد السعوديون أمجاد التوحيد فحسب، بل يقرأون حاضرهم عبر مؤشرات النمو، ويرون مستقبلهم في مشاريع عملاقة تتشكل على أرض الواقع. وهكذا تتحول المناسبة من مجرد ذكرى إلى مرآة لمسيرة وطن تمتد من يوم الوحدة إلى آفاق رؤية 2030 وما بعدها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق