الدول الأوروبية باتت تدرك خطر جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية وأنها ليست مقتصرة فقط على التفجيرات وأعمال العنف بل ترتكز على الجماعات الحاضنة لها ، فالعمل الإرهابى هو الخطوة الأخيرة التي يتجرأ فيها المتطرف على وضع تطرفه موضع التنفيذ وتحويل التنظير إلى التنفيذ والإرهاب هو اللحظة التي يضغط فيها المتطرف على زناد بندقيته أو صاعق قنبلته والتطرف هو كل ما يسبق ذلك من تجنيد وغسل دماغ وتحريض وتدريب وتهييج حتى يصبح جاهزاً ليصير إرهابياً خالصاً .
النمسا صادرت أموال من جماعة الأخوان الإرهابية بسبب انتشار الجماعة في مراكز التعليم الدينية بالعواصم الأوروبية وقيامها بإنشاء جيل حاضن للإرهاب ، وبدأت فرنسا تتحدث عن مفاهيم جماعة الإخوان وجماعات الإسلام السياسي وشرعت في المواجهة وقامت النمسا بتصنيف الإسلام السياسي كجريمة يعاقب عليها القانون ، وثمة تحركات بهذا الاتجاه في عدد من الدول الأوروبية الأخرى ولكن الإرهاب لن ينتهي في أوروبا ما لم تغير من سياساتها القديمة وتعيد قراءة المشهد الدولي من جديد ، فالحملة الإخوانية الشرسة التي قادتها جماعات الإسلام السياسي قبل أسابيع قليلة ضد فرنسا ودعمتها بشكل كامل تركيا وقطر أدت بشكل طبيعي إلى ما تشهده الدول الأوروبية حاليا من إرهاب .
منذ تصنيف السعودية ومعها الإمارات ومصر وعدد من الدول عربية وغير العربية اتجهت جماعة الإخوان الإرهابية ومعها جماعات الإسلام السياسي إلى استخدام ما استثمرت فيه طويلاً في الدول الأوروبية حيث ظلت الجماعة تحتفظ منذ زمن طويل بعلاقاتٍ ودية مع تلك الدول وكانت أوروبا تحمي الجماعة والجماعات المنبثقة عنها من أي سعي جادٍ للقضاء عليها من قبل الدول العربية لمصالح مشتركة بين الطرفين .
لقد أدت الدول العربية القائدة والرائدة ما عليها في فضح خطر هذه الجماعات الداهم على الإسلام والمسلمين دولاً ومجتمعاتٍ ولكن أوروبا لم تفعل بعد وما تشهده الدول الأوروبية اليوم من انتعاشٍ للإرهاب وعملياته وجرائمه هو جراء التخاذل عن اتخاذ مواقف صريحة وقوية ضد هذه الجماعات الخطيرة وإيوائها وتقديم الدعم المتواصل لها .
تعليق