بينما لا تتورع تركيا الإعلان صراحة عن طمعها في الثروات الليبية ونقل المسلحين إلى ليبيا ، تتكفل قطر بالإنفاق على جلب الجماعات المسلحة والمرتزقة وتصدير التوتر إلى دول جوار ليبيا ، حيث إتهم الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر كل من قطر وتركيا مجدداً بمحاولة تخريب عملية السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في البلاد .
ولعرقلة تحقيق أية نتائح ايجابية فى عملية المصالحة أبرمت حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج اتفاقاً عسكرياً جديداً مع الدوحة تتضمن منح قطر تواجداً عسكرياً وتسهيلات لوجيستية في مقرات عسكرية تابعة لقوات حكومة الوفاق خاصة في مدينة مصراتة بغرب البلاد .
هذا الاتفاق اعتبرته شخصيات ليبية مسئولة حجر عثرة أمام الوصول لحل نهائي وسلمي لما يحدث في الأراضي الليبية ويقوض الجهود الدولية في تثبيت هذا المسار ، كما إعتبرت كيانات سياسية وحزبية أن قطر وتركيا تضعان العراقيل أمام الحلول السلمية بغية تحقيق مآرب شخصية وأن الدول الراعية للإرهاب لا يروق لها اتفاقات بين الليبيين وستعمل من خلال الميليشيات التي تدور في فلكها على اختراق كل ما يتم الاتفاق عليه .
في المقابل اتهم اللواء خالد المحجوب مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الوطنى قطر وتركيا بمحاولة عرقلة المسار العسكري في ليبيا ، وقال في تصريحات تلفزيونية إن "بعض التشكيلات التابعة لتنظيم الإخوان تحاول عرقلة اتفاق وقف النار في ليبيا" مؤكدا عدم وجود أي تحركات عسكرية على خط سرت والجفرة وأن الجيش ما زال ملتزماً بالهدنة ، كما اتهم المحجوب تنظيم الإخوان بشن حرب إلكترونية ممنهجة لبث الشائعات وإثارة البلبلة خصوصاً على مدينة بنغازي لإيهام العالم أنها غير مستقرة أمنيا .
تتعدد سيناريوهات الوضع في ليبيا بعد محاولات قطر وتركيا قطع الطريق أمام الجهود الدولية لحل الأزمة الليبية وربما تكون الحرب الأهلية أحد السيناريوهات خاصة مع إصرار المعسكر الغربي المدعوم من قطر وتركيا ويمثله تيار الإسلام السياسي على استخدام أسلوب الميليشيات والعصابات في فرض أجندتهم مع تراجع دور الأمم المتحدة .
تعليق