خلال الآونة الأخيرة دعا الرئيس التركى رجب طيب أردوغان في أكثر من مناسبة لكتابة دستور جديد لبلاده رغم رفض المعارضة الشديد للخطوة حين أعلن عنها لأول مرة .
وزعم أردوغان في تصريحاته سابقة له حول هذا الأمر أن "الدستور الجديد سيقوم على خطوات تاريخية زودنا بها دولتنا ومن بينها النظام الرئاسي المعمول به حاليا " ، وواصل مزاعمه قائلا : "علينا أن نترك الدستور الحالي الذي فقد تكامله واتساقه الداخلي، لكثرة التعديلات التي أجريت عليه ونعمل على صياغة دستور مدني جديد فتح آفاق جديدة أمام البلاد حتى عام 2053 " .
دعوة أردوغان قوبلت برفض شعبى جارف فضلا عن أحزاب المعارضة التي اعتبرتها محاولة من الرئيس لإلهاء الرأي العام وتغيير قواعد اللعبة لصالحه ، لا سيما إذا استهدف مواد بالدستور خاصة بقوانين تشكيل الأحزاب وإقامة التحالفات .
وبحسب المحلل السياسي التركي يافوز بيدار فإن التغيير الكبير الذي أحدثته الانتخابات الأمريكية وتشكيل تحالفات جديدة في المنطقة كان بمثابة تذكير لأردوغان بأن التأكد من التمسك بالسلطة بأي وسيلة ضرورية هو حاجة ماسة ، وأوضح أن النظام الحالي للحكومة تظهر به تصدعات وما كان علي اردوغان أن يفعله هو تجديد تحالفه مع الدوائر القومية المتطرفة في تركيا .
وأوضح بيدار أن أردوغان وحزبه يسعيان الى إخراج حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد من البرلمان مع وضع نظام انتخابي جديد وحاسم لضمان استمرارية هيكل السلطة الحالي ، وأضاف أنه مع إضافة أحزاب ثانوية من الإسلاميين والقوميين سيكون هناك اقتراح دستور جديد يتضمن أقساما عن القيم القومية والدينية والأخلاقية كطعم لتوسيع القوة المحافظة الشاملة في تركيا .
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يعزز النعرة القومية في الداخل التركي من خلال حلم الوطن الأزرق والسيطرة على البحار الثلاثة في المنطقة ، والخريطة التي نشرها أردوغان عبر منصاته الإعلامية الرسمية تمثل طمأنة لإسرائيل لأنها لم تشمل تل أبيب في الدول التي يزعم أردوغان السيطرة عليها بحلول 2050 .
أردوغان يسعى للسير على درب السفاح سليم الأول من خلال استخدام الدين والشعارات الدينية والجماعات المتطرفة في السيطرة على الدول .
تعليق