تعيش تركيا منذ ما يزيد عن الشهر على وقع احتجاجات طلابية رد عليها الرئيس رجب طيب أردوغان بنشر قوات الأمن في الشوارع ، ومع أنها لم تحصل على ما يبدو على دعم غالبية الأتراك في الوقت الراهن فقد أحيت هذه التظاهرات ذكرى الحركة الاحتجاجية الواسعة التي هزت حكم أردوغان في 2013 .
وانطلقت الحركة الاحتجاجية عندما قرر أردوغان تعيين أحد الموالين لحزبه رئيسا لجامعة البوسفور بوجازيتشي العريقة في إسطنبول مطلع العام الجاري ، وكان اختيار هذا المسؤول المتهم بسرقة أدبية هو القشة التي قصمت ظهر البعير لكثير من الشباب الذين لا يعرفون إلا زعيما واحدا فقط لبلدهم وهو أردوغان الذي وصل إلى السلطة في 2003 .
وبعدما بدا وكأنه يتجاهل الاحتجاجات في البداية صعد أردوغان هجماته على المتظاهرين في الأسابيع الأخيرة ووصفهم بأنهم أدوات "في أيدي الإرهابيين" والقوى الغربية حيث أطلقت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتفريق تجمعات احتجاجية في إسطنبول وأنقرة وإزمير وأوقفت أكثر من 500 متظاهر ، ورغم أنه تم الإفراج عن معظم الطلاب الذين اعتقلوا أدت عمليات التوقيف ووحشية القوات الأمنية إلى توجيه اتهامات جديدة لأردوغان بالميل إلى الاستبداد .
ويبدو حرم جامعة بوجازيتشي اليوم كأنه حصن محاصر فقد أقيمت حواجز معدنية على امتداد مئات الأمتار بينما أثار تسجيل فيديو للشرطة وهي تكبل بوابة مدخل الجامعة الشهر الماضي غضبا واسعا بين أوساط الطلاب والأساتذة .
وتقول زينب قربانزاده - 19 عاما - التي تشارك في الاحتجاجات " لسنا راضين بالوضع الاقتصادي ولا بالضغوط المتزايدة على الحريات الفردية ، وأضافت أن "مرتكبي جرائم قتل بحق نساء يفلتون من العقاب ورجال العصابات يخرجون من السجون ويعاملون مثل الأمراء لكن رفاقنا يوضعون خلف القضبان بسبب تغريدة " ، مؤكدة "نحن نرفض ذلك".
واختار الرئيس التركي الذي لا يتردد في سحق أي شكل من أشكال التمرد على الفور منذ الانقلاب الفاشل في 2016 المواجهة لكنه محرج بين رغبته في إصلاح العلاقات بين أنقرة والغرب فيما تمر بلاده بأزمة اقتصادية .
تعليق