أصدرت مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان تقرير بعنوان " تورط تركيا في تجنيد الأطفال من المناطق التي تحتلها في شمال سوريا " ، أكدت فيه تورط الحكومة التركية بشكل مباشر في عمليات تجنيد الأطفال للقتال في شمال شرق سوريا ، ليس هذا فحسب بل ونقل واستخدام هؤلاء الأطفال للقتال في ليبيا وذلك باستخدام شركات أمنية تعمل على تجنيد أطفال دون سن 18 عاما للمشاركة في الأعمال العدائية المسلحة خصوصًا في ليبيا .
وأشار التقرير الى فشل المجتمع الدولى المتكرر فى التحرك بشكل فعال لحماية المدنيين فى سوريا ، الأمر الذى أدى إلى تشجيع الفصائل المسلحة الموالية لتركيا على ارتكاب جرائم الحرب الممنهجة والانتهاكات الأخرى للقانون الدولي بما في ذلك تجنيد الأطفال .
وأوضح التقرير على أن هذه المليشيات تستخدم أنماطاً معقدة لتجنيد الأطفال قسرياً والزج بهم في الأعمال الحربية في مختلف المناطق التي تسيطر عليها في شمال سوريا، ما أسفر عن مقتل وإصابة المئات منهم، حيث يتم استخدام الأطفال على جبهات القتال كمقاتلين بشكل مباشر أو في خدمات أمنية كالتفتيش على نقاط الحدود أو الدعم اللوجستي المرتبط بالعمليات العسكرية .
ونوه التقرير بأن الفصائل المسلحة التابعة لتركيا أرسلت في أبريل 2020 طفلين لتنفيذ عملية تفجير في تجمعات عسكرية لقوات سوريا الديمقراطية شمال شرق سوريا لم يتجاوزا الـ15 عاما متنكرين في زي رعاة أغنام حيث إن أحد الطفلين فجر نفسه قبل وصوله إلى إحدى النقاط العسكرية في حين تمكنت القوات الكردية من اعتقال الطفل الثاني الذي أصيب بجروح .
وبحسب التقرير فإن الفصائل المسلحة الموالية لتركيا في شمال شرق سوريا تورطت في تجنيد حوالي 1316 طفل خلال الفترة من 2014 إلى 2019 وذلك طبقا للتقارير الأممية ومتابعة مؤسسة ماعت ، الأمر الذي يخالف كافة المواثيق والمعاهدات الدولية التي تحظر تجنيد الأطفال في النزاع المسلحة وما يترتب عليها من أعمال ذات الصلة .
وعلى الرغم من إنضمام الحكومة التركية لمعظم المواثيق الدولية التي تمنع تجنيد الأطفال دون الثامنة عشر سواء بشكل مباشر أو غير مباشر ، إلا إنها تتجاهل هذه المواثيق والاتفاقيات الدولية والقرارات الأممية وتقدم الدعم الكامل للفصائل المسلحة التابعة لها في شمال شرق سوريا من أجل تجنيد الأطفال للمشاركة في النزاعات المسلحة .
تعليق