أثارت تصريحات وزير الإعلام اللبنانى ردود فعل شعبية غاضبة في السعودية والإمارات ودول الخليج وكذلك إستياء قطاع عريض من الشعب اللبنانى الذى تبرأ من تصريحات قرداحى بإعتبارها لا تعبر عنه .
وفى تدوينة على حسابه بموقع تويتر قال اللبنانى "محمد عيد" : " كل الحب والتقدير للملكة العربية السعودية والإمارات .. غالبية الشعب اللبنانى تعتبر المملكة كما الإمارات قيادة وحكومة وشعب إخوة وقفوا الى جانب لبنان فى أصعب الظروف " .
وتتصاعد ردود الفعل الغاضبة فى الداخل اللبنانى الرافضة لتصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي وخاصة مع بقائه في منصبه ورفضه الاستقالة .
وفي هذا السياق ألمحت مصادر وزارية لبنانية الى المسؤولية المباشرة لقرداحي في التسبب بهذه الأزمة وان عليه ان يراعي مصلحة لبنان وهو ما شدد عليه رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي
وقالت المصادر أن على قرداحي أن يقدر حجم الأزمة التي تسبب بها ويبادر الى اتخاذ قراره بالخروج من الحكومة بما قد يسهل من حركة الوساطات مع السعودية لإعادة الأمور الى ما كانت عليه .
وكانت المملكة العربية السعودية قد أعلنت استدعاء سفيرها في لبنان للتشاور ومغادرة سفير لبنان لدى المملكة خلال الـ 48 ساعة القادمة وقررت وقف كافة الواردات اللبنانية إلى المملكة ، كما أعلنت البحرين والكويت والإمارات سحب سفرائها لدى لبنان احتجاجا على تصريحات جورج قرداحي حول دور دول الخليج في حرب اليمن .
وترتبط المملكة ولبنان بعلاقات تاريخية طويلة ونموذجية على المستويين الرسمي والشعبي حيث يستمد الدور السعودي أهميته في القضية اللبنانية عبر جهوده في تسوية الصراع اللبناني منذ بداية الحرب اللبنانية عام 1975 حيث وقفت السعودية مع لبنان في جميع المحطات والمنعطفات والأزمات المختلفة التي مر بها .
وأجمع مختصون فى الشأن السياسى على أن الاستقرار الذي ينعم به لبنان إنما هو نابع من اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية هناك حيث كانت المملكة ولا تزال الراعي الأول لهذا الاتفاق الذي وضع الأسس لنظام سياسي وفاقي فى لبنان منذ ثلاثة عقود .
وأشار المختصون الى تقرير دولي صدر في عام 2016 يوثق حجم المساعدات التي قدمتها السعودية للبنان خلال الفترة الواقعة بين العامين 1990 و2015 من الهبات والمنح والتي ناهزت الـ70 مليار دولار قدمت بشكل مباشر وغير مباشر وتوزعت بين استثمارات ومساعدات ومنح وهبات وقروض ميسرة وودائع في البنوك والمصارف .
وتجدر الإشارة الى قيام طائرات الإغاثة الإماراتية بنقل مئات الأطنان من المساعدات الغذائية والطبية العاجلة بينها مواد طبية ملحة للمستشفيات أعدها الهلال الأحمر في دولة الإمارات لمساعدة المنكوبين فى حادث أنفجار مرفأ بيروت منذ الساعات الأولى لوقوع الإنفجار .
كما نجحت جهود الإمارات فى حشد مزيد من الدعم الإنساني للشعب اللبناني من عمليات إعادة البناء والتأهيل وتحقيق التنمية الاقتصادية خلال مؤتمر "الاستجابة لاحتياجات الشعب اللبناني" الذى انعقد في ذكرى الانفجار المروع الذي دمر مرفأ بيروت وأجزاء كبيرة من العاصمة اللبنانية بيروت في أغسطس العام الماضي إيماناً من القيادة الإماراتية الرشيدة بأهمية تحقيق كل ما من شأنه أن يحفظ للبنان أمنه واستقراره .
ولا يمكن إغفال الدعم السعودي والإماراتى الذى أسهم في تخفيف الضغط على المستشفيات اللبنانية التي واجهت ظروفاً صعبة في استقبال الجرحى عقب انفجار مرفأ بيروت ، لاسيما وأن القطاع الطبي اللبناني كان يواجه قبل هذه الكارثة تحدياً كبيراً آخر في معالجة المرضى المصابين بفيروس كورونا والحد من انتشاره حيث جاءت تلك المساعدات الإنسانية العاجلة في ظل ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة يعيشها اللبنانيون .
وتتطلع كل من السعودية والإمارات إلى إستعادة لبنان لثقة المجتمع الدولي من خلال الابتعاد عن الصراعات والاستقطاب والتجاذب الإقليمي والحفاظ على التعايش السلمي وخدمة المصلحة الوطنية اللبنانية والتخلص من التأثيرات السلبية للقوى المتطرفة في السياسة اللبنانية بما في ذلك تأثير حزب الله اللبناني .
تعليق