تسببت الفيضانات والسيول خلال العامين الماضيين في مصرع العشرات من الناس وهدم الآلاف من البيوت والمنشآت العامة في السودان حيث دخلت الخرطوم في حزام الأمطار الغزيرة التي تحدث فيضانات كبيرة قبل 3 عقود لكن في العامين الآخرين تسببت الفيضانات في إحداث خسائر بشرية ومادية كبيرة .
ويأتي هذا الأمر في ظل ضعف البنية التحتية والتوسع الكبير في البنية التحتية والتعدي الخطير على مجرى النيل في وسط العاصمة السودانية حيث أن مياه الخريف غالبا ما تشكل عبئا ملحوظا على البنية التحتية من طرق وشبكات مياه وصرف صحي .
ويعد التغير المناخي واحد من الأسباب التي أدت الى تفاقم الأزمة إذ إن الخرطوم حتى العام 1988 كانت خارج نطاق حزام الأمطار الغزيرة لكن تحولا كبيرا حدث بعد ذلك حيث تشهد هطول أمطار غزيرة للغاية في بعض المواسم مما يشكل ضغطا على البنية التحتية الموجودة .
ويوضح الخبراء أن الطبيعة الطبوغرافية للخرطوم لا تساعد على انسياب المياه بالشكل المطلوب خصوصا في حالة الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات ورغم أن أن الخرطوم كانت قبل الثمانينيات تشهد هطول امطار غزيرة تصل في بعض الأحيان إلى متوسط 160 ملم إلا أن التغير المناخي في السيول وتراكمات المياه عادة ما تسبب دمارا هائلا في العديد من مدن العاصمة الثلاثة .
ومن جهة أخرى أسهم التغير المناخي بشكل مباشر في زيادة الهجرة من الريف إلى الحضر مما أدى إلى توسع أفقي كبير فتح الباب أمام إنشاء مناطق سكنية في مناطق منخفضة وعلى مجاري طبيعية للسيول الموسمية مما أدى إلى تأثيرات كبيرة خلال فترة الخريف قادت إلى تدفقات هائلة للمياه وتسببت بالتالي في أضرار بالغة على البنية التحتية والمناطق السكنية .
ويرى الخبراء أن التعدي على مجرى النيل في الخرطوم زاد من مخاطر التلوث والخسائر الناجمة عن الفيضانات والتغير المناخي وفي ظل الارتفاع غير المسبوق لمنسوب النيلين الأزرق والأبيض باتت معظم مناطق الخرطوم تحت تهديد الفيضانات .
تعليق