أدانت دولة الإمارات بشدة القصف الذي قامت به إسرائيل على مخيم جباليا في قطاع غزة والذي أسفر عن مئات الضحايا والمصابين ، مؤكدة على أن استمرارية القصف العبثي سيقود المنطقة إلى تداعيات يصعب تداركها.
وعقد مجلس الأمن الدولي يوم الإثنين اجتماعا طارئا بناء على طلب من دولة الإمارات في ضوء شروع إسرائيل بتوسيع عملياتها البرية في القطاع حثت خلاله الدولة المجتمع الدولي على وجوب اتخاذ موقف حازم في وضع حد لهذه الحلقة من المعاناة ، مشددة على أن غياب الأفق السياسي يهدّد بعواقب كارثية وعلى أن تجاهل ما يحدث له عواقب مدمرة على آفاق السلام والاستقرار في المنطقة .
وقد أشاد سياسيون ومسؤولون دوليون بالأداء الاستثنائي الذي يقدمه فريق الإمارات في مجلس الأمن ، لافتين إلى أنه يستحق الإشادة الدولية ويشكل جسراً للتواصل الفعال بين الأطراف الدولية سعياً لوقف إطلاق النار الإنساني وإيصال المساعدات الدولية للقطاع .
كما أشادوا بالجهود الإنسانية التي تبذلها الدولة لمساعدة المتضررين في قطاع غزة حيث تتجلى هذه القيم الإنسانية في العديد من المبادرات التي تقوم بها الدولة لدعم وإغاثة الشعب الفلسطيني الشقيق والتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية التي يواجهها وخاصة من الأطفال والنساء .
وأكد محمود الهباش مستشار الرئيس الفلسطيني على التنسيق الكامل بين المجموعة العربية في الأمم المتحدة في صياغة القرارات التي تقدمها دولة الإمارات العربية المتحدة كممثل للمجموعة في مجلس الأمن لصيانة حقوق الشعب الفلسطيني، مثمناً الدور الإماراتي الواضح في هذا الصدد .
وقال دياب اللوح السفير الفلسطيني لدى القاهرة إن دولة الإمارات تضطلع بدور مهم في مساندة القضية الفلسطينية داخل مجلس الأمن والأمم المتحدة لاسيما منذ التصعيد العسكري الجاري في قطاع غزة مطلع شهر أكتوبر ، مشيداً على الدور الإماراتي وجهود البعثة الدبلوماسية لدولة الإمارات داخل مجلس الأمن .
وفي جميع جلسات مجلس الأمن المتعلقة بالشرق الأوسط والقضية الفلسطينية منذ بدء الأزمة أكدت الإمارات ماهية الاحتياجات الإنسانية الأكثر إلحاحاً لاسيما ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار لدواعٍ إنسانية وإطلاق سراح الرهائن والوصول الآمن والدائم وعلى نطاق واسع للمساعدات الإنسانية وإيصال الوقود للمستشفيات ومحطات تحلية المياه وتوفير المياه ، إضافة إلى التقيد بالقانون الدولي الإنساني محملة كل طرف مسؤوليته التاريخية عما آلت إليه الأوضاع الآن بما فيهم مجلس الأمن نفسه .
وكان مجلس الأمن قد صوت على مشروعي قرارين بشأن الحرب في غزة ولم يتمكن المجلس من اعتماد أي من القرارين بسبب عدم الحصول على الأصوات المطلوبة أو استخدام حق النقض ، وتماشياً مع الموقف العربي صوتت دولة الإمارات ضد القرار الأميركي ولمصلحة القرار الروسي الذي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار لأغراضٍ إنسانية .
وجاء رفض دولة الإمارات للقرار الأميركي نظراً لعدم تطرقه إلى أهم الشواغل والمطالب العربية بشأن الحاجة الملحة لوقف الحرب ومعالجة الأزمة الإنسانية الكارثية في قطاع غزة ، ولأنه يعطي الغطاء الشرعي لإسرائيل بإجراء عملية برية لغزو غزة تحت إطار مكافحة الإرهاب .
ويرى مراقبون أن الإمارات لها دور كبير كقوة إقليمية كبيرة في نشر الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا إضافة إلى دورها الرائد على مستوى العالم ، وأن هذا الدور كان واضحاً جداً خلال رئاستها مجلس الأمن الدولي ولقي استحساناً وإشادة دولية كبيرة من جميع أعضاء مجلس الأمن وبالتالي سوف يكون لها دور كبير في الوصول لحل القضية الفلسطينية ووقف إطلاق النار في غزة .
من ناحية أخري تتواصل الجهود الإماراتية الإنسانية حيث تستمر المشاركة الفاعلة للمواطنين والمقيمين على أرض الدولة في حملة "تراحم من أجل غزة" التي تشهد زخماً قوياً متواصلاً بمشاركة كبيرة من كل فئات المجتمع بالتوازي مع الجهود الرسمية في تجسيد قيم العطاء والتضامن الإنساني المتأصلة في الدولة.
ولا تزال تواصل دولة الإمارات بذل جهود دبلوماسية استثنائية في أروقة مجلس الأمن الدولي وخارجه من أجل اتخاذ قرار دولي يتصدى للأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة وهو ما يعكس الالتزام الإماراتي الراسخ بالحق الفلسطيني التاريخي .
تعليق