رواية شارع الأعشى مستوحى من رواية بدرية البشر ويظهر اللهجة النجدية بأسلوبها التقليدي
شهدت الدراما السعودية اهتمامًا متزايدًا باستخدام اللهجات المحلية، كما هو الحال في مسلسلات ليالي الشميسي، شارع الأعشى، والزافر، التي قدمت مزيجًا من اللهجات البدوية، النجدية، والجنوبية، مما أضفى على الأعمال عمقًا وواقعية أكبر، إذ تؤدي اللهجة دورًا محوريًا في تعزيز واقعية الأعمال الدرامية، إذ يعكس طبيعة الشخصيات وبيئاتها الثقافية والاجتماعية.
تنوع اللهجات في الدراما السعودية
يتناول ليالي الشميسي حقبة الثمانينيات والتسعينيات في الرياض، حيث يتجلى التنوع في اللهجات الحضرية والنجدية، وبرز في العمل الاستخدام الدقيق للألفاظ النجدية القديمة، إلى جانب بعض المفردات الحضرية التي تعكس تطور المجتمع السعودي في تلك الفترة.
في شارع الأعشى، مستوحى من رواية بدرية البشر، تظهر اللهجة النجدية بأسلوبها التقليدي المميز، إذ تجسد حوارات الشخصيات بيئة الرياض في السبعينات، وتميز العمل باستخدامه لمفردات نجدية قديمة متداخلة مع مفردات معاصرة، مما عزز واقعية المشاهد وصوّر الحياة الاجتماعية آنذاك.
أما الزافر، فقد قدّم مزيجًا من اللهجات الجنوبية، إذ عرض تنوعًا يشبه "لوحة فسيفسائية" كما وصفه الناقد الأدبي الدكتور معجب العدواني، وعكست اللهجات المستخدمة في المسلسل التعدد الثقافي في جنوب السعودية، مما أضفى طابعًا مميزًا على الحوارات والشخصيات.
اللهجات المحلية غير ثابتة
ويبرز الناقد الدكتور معجب العدواني فكرة أن اللهجات المحلية في السعودية غير ثابتة، بل متطورة ومتحولة تبعًا للزمان والمكان، وأوضح أن أداء الممثلين في الأعمال الدرامية السعودية حتى إن لم يكن دقيقًا تمامًا، يظل طبيعيًا لأن اللهجات ليست محددة أو موحدة، حيث تختلف حتى بين القرى المتجاورة، فالتغيرات في اللهجة تحدث حتى داخل الأسرة الواحدة عند دخول عنصر جديد من خارج المجتمع المحلي، مما يجعل وجود لهجة "كاملة التفاصيل" أمرًا غير ممكن.
وأشار إلى أن الانتقاد الموجه للأعمال الدرامية بسبب استخدام مفردات حديثة ضمن سياق تاريخي قديم هو أمر متوقع، لكنه لا يشوه الهوية، مؤكدًا أن الأعمال المقدمة تعكس مستوى مقبولًا من اللهجات المحلية بحيث يشعر المشاهد بواقعية الزمن الذي تدور فيه الأحداث.
وعند الحديث عن مسلسل الزافر، لفت إلى أن اللهجة المستخدمة لم تكن مقصورة على منطقة معينة بل جسدت تنوعًا يشبه "لوحة الفسيفساء"، مما يعكس طبيعة التنوع اللهجي في جنوب المملكة.
مستقبل اللهجات في السعودية
أما بشأن مستقبل اللهجات في السعودية، فأكد أنه من المحتمل أن تصبح أكثر هجينة في المستقبل، لكن هذا لن يحدث في الوقت القريب، إذ لا يزال التنوع حاضرًا بسبب كثرة السكان وتفاعلهم المستمر، واعتبر أن هذا التنوع في الأعمال الفنية يعكس التطورات الحياتية والذكريات والمكان، مما يجعله انعكاسًا طبيعيًا لما يحدث في المجتمع
يعكس استخدام اللهجات المتنوعة في الدراما السعودية التطورات الاجتماعية والثقافية التي شهدتها المملكة، إذ توثق الأعمال الفنية هذه التغيرات وإبراز التنوع اللهجي بين المناطق المختلفة، ورغم بعض الانتقادات حول دقة اللهجات، فإنها تظل عنصرًا أساسيًا في تعزيز الهوية والواقعية الدرامية، كما أوضح الدكتور معجب العدواني.
تعليق