كعادته في المتاجرة بكل شيء لصالح مصالح الخاصة استغل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بدعم رسوم كاريكاتور مسيئة للرسول وشن هجوما شرسا عليه ، والسبب المعلن للهجوم كان نصرة الرسول ، أما الهدف الحقيقي فكان بسبب مناهضة ماكرون للسياسات العدائية لأردوغان في المنطقة وخصوصا تدخله في ليبيا وشرق البحر المتوسط .
السبب الثاني هو محاولة أردوغان توظيف الحدث لتوجيه دفة المقاطعة العربية لبلاده إلى مقاطعة لفرنسا حيث دعا أردوغان إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية متهما نظيره الفرنسي بشن حملة كراهية ضد المسلمين .
أكاذيب أردوغان ومتاجرته بالقضية كشفتها المعارضة التركية ، وغرد النائب المعارض مراد أمير متهكما على تصريحات أردوغان قائلا : " يطالبنا الرئيس أردوغان بعدم شراء المنتجات الفرنسية؛ إما أنه لا يعرف أن الشركة الوحيدة التي ترسل لنا لقاح الإنفلونزا هي فرنسية، أو أنه هادئ لأنه تم تطعيمه من قبل " .
أرقام التبادل التجاري بين البلدين فضحت أيضا أكاذيب أردوغان وأهدافه الحقيقية فقد بلغت نحو 14.7 مليار دولار خلال 2019 فقط، بحسب أرقام تركية رسمية ، وصرح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن أنقرة تخطط لرفع هذا التبادل إلى 20 مليار دولار في 2020 .
وتركيا وفرنسا حليفتان في حلف شمال الأطلسي لكنهما على خلاف حول مجموعة من القضايا تتعلق بسياسات أردوغان العدائية في سوريا وليبيا والتنقيب عن النفط والغاز وترسيم الحدود البحرية في شرق المتوسط ، فضلا عن إذكاء أنقرة لنار الصراع في ناغورنو قرة باغ .
وكان الحدث فرصة لجماعة الإخوان لمهاجمة ماكرون في ظل حربه على جماعات الإسلام السياسي المتطرفة وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين التى لعبت على دغدغة المشاعر الدينية لتأجيج مشاعر الغضب ضد فرنسا وتحويلها إلى دعوة لقبول المنتجات التركية كبديل إسلامى للمنتجات الفرنسية .
كما استغلت جماعة الإخوان الإرهابية القضية للترويج لأفكارهم المتطرفة بوصف أن المسيء للرسول هو نفسه من يحارب الجماعات التي تدافع عن الإسلام من باب سعيهم للتضليل واستدرار التعاطف في مواجهة الهجمة التي يتعرضون لها .
تعليق