قدم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان مساعدات إلى الشعب الصومالي قوبلت بالامتنان لكن القصة بالنسبة إلى الأتراك أكبر بكثير من مجرد المساعدات التي بدت مجرد غطاء لمصالحهم البحتة إذ مهدت لوجود عسكري وسياسي لأنقرة.
وبالفعل قامت تركيا فى عام 2017 ببناء أكبر قاعدة عسكرية لها فى الخارج فى الصومال والأهم من ذلك أنها تخرج جيلا جديدا من المتدربين وتبنى هوية عسكرية اجتماعية جديدة تهدف إلى تشكيل مستقبل الصومال .
وفى ذات السياق أكد مراقبون أن أردوغان ينفذ مخططه بغطاء عسكري وآخر دبلوماسي حيث يستخدم غطاء تدريب الجيش التركي للقوات الصومالية لإرسال مليشيات إلى الصومال التى تعتبرها تركيا مركزا جيوسياسيا رئيسيا عبر محور الخليج العربى وقارة إفريقيا، مع وجود موارد طبيعية هائلة ونقاط ارتكاز استراتيجية مثل باب المندب على طول البحر الأحمر وخليج عدن ، ولعل ذلك يمثل الدافع الأساسى لسياسة تركيا العسكرية فى الصومال .
من ناحية أخرى يتحرك السفير التركي في مقديشيو محمد يلماز لدعم الرئيس محمد عبد الله فرماجو وهو ما ندد به مجلس اتحاد مرشحي الرئاسة الصومالي حيث دعا تركيا إلى تأجيل شحنة مخططة من الأسلحة إلى قوة الشرطة الصومالية حتى الانتخابات خشية أن يستخدمها فرماجو للطعن في النتائج .
وقال مجلس اتحاد مرشحي الرئاسة الصومالي الذي يضم ١٤ مرشحا من أبرز الوجوه السياسية بينهم رؤساء سابقون ورؤساء ولايات ووزراء إن المجلس يعبر عن استيائه الشديد من إظهار سفير تركيا الدعم وترحيبه للجنة تنظيم الانتخابات العامة المثيرة للجدل التي عينتها الحكومة الفيدرالية .
واتهم المجلس تركيا بالابتعاد عن التزامات المجتمع الدولي الذي وصف لجنة الانتخابات بأنها أحادية الجانب وغير توافقية وأعضاؤها لم يستوفوا شروط الاتفاق السياسي من النزاهة والاستقلالية والحياد .
تركيا قامت على نحو متزايد بإحياء التقاليد العثمانية التوسعية إما بالتدخل العسكرى أو نشر قوات كما حدث فى الصومال وقطر وليبيا والعراق وسوريا والبلقان وأصبحت إفريقيا ركيزة مهمة فى السياسة العسكرية التوسعية التى تنتهجها تركيا .
تعليق