تتهيأ جماعة الإخوان المسلمين لوضع صعب في ظل بوادر مصالحة تركية مصرية محتملة بعد سنوات من القطيعة على ضوء إشارات ايجابية أطلقتها أنقرة مؤخرا تجاه القاهرة ضمن مسعى للتقارب مدفوعا بهواجس تشكل تحالفات بين خصومها في شرق المتوسط .
وكان أبرزها هذه الإشارات تعليمات وجهتها أنقرة لقنوات تلفزيونية مصرية معارضة معظمها موالية للإخوان طلبت منها التوقف عن بث برامج مسيئة لمصر ونظامها وذلك بعد أن أعلن الرئيس التركي ووزير خارجيته مؤخرا عن استئناف الاتصالات الدبلوماسية مع مصر بعد سنوات من القطيعة .
وتستضيف اسطنبول مكاتب ثلاثة تلفزيونات مصرية تابعة لجماعة الإخوان المسلمين وهى قناة "الشرق" وقناة "الوطن" وقناة "مكملين" .
وعلى ضوء هذه التطورات أعلن نائب مرشد الإخوان إبراهيم منير أن الجماعة تثق في تركيا ولا تمانع وساطتها لحلحلة الأزمة مع النظام المصري ، لكن خبراء السياسة يؤكدون أي مصالحة محتملة بين البلدين ستفرض حتما فتح ملف جماعة الإخوان وتسليم قادة منها فارين في تركيا .
ومن ناحيته نفى مسؤول كبير في الرئاسة التركية مؤخرا أي نية لتسليم مطلوبين للعدالة في مصر ، إلا أن أي تقارب تركي مصري لا يمكن أن يقفز على هذا الملف الحساس والذي قد يكون ضمن الشروط المصرية لإعادة تطبيع العلاقات مع تركيا .
وتبدو تركيا التي تئن تحت وطأة أزمة اقتصادية بعد أن فقدت شركاء عرب وغربيين مضطرة لحل الخلافات مع القاهرة لسببين الأول يتعلق بوضعها في شرق المتوسط حيث تواجه ضغوطا شديدة وحيث بدأت تتضح في الأفق خارطة تحالفات بين خصومها اليونان وجمهورية قبرص وإسرائيل وهو تحالف تدعمه دول الاتحاد الأوروبي الذي ندد بشدة بما وصفها بسلوك أنقرة العدواني بسبب عمليات التنقيب عن النفط والغاز في مياه متنازع عليها .
والآن تركيا تريد التقارب مع مصر وجاهزة لدفع الثمن حتى لو كانت جماعة الإخوان التى من المتوقع أن يتحدد مستقبل وجودها فى أسطنبول خلال الأسابيع القليلة القادمة .
تعليق