لا يزال الغضب في تركيا وخارجها يشتعل للأسبوع الثانى على التوالى بعد إعلان أنقرة رسمياً تنفيذ قرارها بالانسحاب من معاهدة اسطنبول وهى أول معاهدة ملزمة في العالم لمنع ومكافحة العنف ضد المرأة حيث عمت مدن تركية تظاهرات نسائية عارمة .
وجاءت الوقفات الاحتجاجية في العديد من المدن أبرزها إسطنبول والعاصمة أنقرة حيث أكدت النساء أنهن لن يتراجعن عن حقوقهن ولا عن الاتفاقية الأوروبية المعروفة باسم "اتفاقية إسطنبول" في ظل انتشار أمني مكثف وتفريق المتظاهرات بإستخدام الغاز المسيل للدموع .
وفي مدينة إزمير نظمت منظمة "لن نتراجع عن اتفاقية إسطنبول" وقفة احتجاجية مماثلة شددت المشاركات فيها على أنهن لن يتراجعن ولن يصمتن أمام استبداد النظام الحاكم ، وشهدت العديد من المدن وقفات أخرى مثل أنطاليا وقونيا واسكيشهر وكوجالي واضنة وبورصه .
وأوضحت مديرة فرع منظمة العفو الدولية في تركيا إيجي أونفير لوكالة رويترز "الانسحاب من اتفاقية إسطنبول كارثة على ملايين النساء والأطفال الذين يعيشون في هذا البلد". وطالبت أنقرة بالعودة عن القرار.
وبحسب بيانات منظمة الصحة العالمية أن معدلات جرائم قتل النساء في تركيا زادت ثلاثة أمثال تقريبا خلال السنوات العشر الماضية على الرغم من عدم وجود أرقام رسمية ، وحتى الآن هذا العام قتلت 87 امرأة على أيدي رجال أو لقين حتفهن في ظروف مريبة .
كان مجلس أوروبا وهو أعلى هيئة حقوقية في أوروبا قد استنكر انسحاب تركيا من المعاهدة التي رعتها وأعرب عن قلقه بشأن الجهود العالمية لحماية النساء والفتيات فى تركيا .
وقالت الأمينة العامة للمجلس ماريا بيجينوفيتش بوريتشي : " هذه الخطوة انتكاسة كبيرة للجهود ومحزنة لأنها تقوض حماية المرأة في تركيا وعبر أوروبا وخارجها" ، وأضافت أن المعاهدة "تعتبر على نطاق واسع المعيار الذهبي في الجهود الدولية لحماية النساء والفتيات من العنف الذي يتعرضن له كل يوم في مجتمعاتنا " .
تعليق