دان مجلس الأمن الدولي موقف تركيا بشأن منطقة فاروشا المغلقة في قبرص التي قررت تركيا فتح قسم منها وتسليم إدارته لجمهورية شمال قبرص التركية غير المعترف بها .
من جهته قال وزير خارجية الإتحاد الأوروبى جوزيب بوريل في بيان : " يشدد الاتحاد الأوروبي مجددا على ضرورة تفادي الخطوات الأحادية المنافية للقانون الدولي والاستفزازات الجديدة التي يمكن أن تزيد التوترات في الجزيرة وتهدد استئناف المفاوضات بهدف التوصل إلى تسوية شاملة للمسألة القبرصية " .
والشهر الماضي أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين أن التكتل لن يقبل أبدا بحل الدولتين الذي تنادي تركيا بفرضه في قبرص وتضعه شرطا لاستئناف محادثات السلام برعاية الأمم المتحدة .
ومدينة فاروشا مهجورة منذ أن أسفرت حرب عام 1974 عن تقسيم قبرص. ويخشى القبارصة اليونانيون أن تكون تركيا تنوي الاستيلاء عليها ووصف الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس الخطوة بأنها غير قانونية وغير مقبولة .
وتؤكد كل الروايات وشهادات السكان القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك أن الاحتلال التركي حول مدينتهم لمدينة أشباح وأفسد عليهم علاقاتهم الإنسانية وخلق واقعا جديدا حرمهم من منازلهم وسرق منهم ذكرياتهم .
ونظم نحو 50 قبرصيا يونانيا وتركيا في وقت سابق سلسة بشرية تعالت فيها أصداء أصواتهم بين الأبنية المهجورة في فاروشا مدينة الأشباح التي يسيطر عليها الجيش التركي منذ العام 1974 .
وقسم الغزو التركي قبرص عام 1974 إلى قسم شمالي يسيطر عليه القبارصة الأتراك ولا تعترف به سوى أنقرة وقسم جنوبي غالبيته من القبارصة اليونانيين وهو معترف به دوليا .
لكن الوضع الحالي للجزيرة الواقعة بالبحر المتوسط لا يروق للرئيس التركي الذي دعا إلى التفاوض من أجل حل الأزمة القبرصية على أساس دولتين زاعما أن أسس التفاوض السابقة لم تعد ذات جدوى .
وتدهورت العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي بشكل حاد منذ عام 2016 ولا سيما بسبب القمع القاسي الذي شنه أردوغان على أي شكل من أشكال الاحتجاج بعد ما قالت أنقرة إنه "محاولة" انقلاب على النظام .
وفتحت مطامع أردوغان على تركيا جبهات رفض كبرى من واشنطن وبروكسل وباريس ولندن وأثينا المجاورة تنسف التقارب الأخير بين أنقرة وهذه العواصم تجعل أردوغان حبيس عزلة دولية كاد يخرج منها في اجتماعات مؤخرا مع تلك الأطراف .
كما أدت مهام التنقيب عن الغاز التي نفذتها أنقرة في المياه اليونانية والقبرصية بشرق البحر المتوسط ووجود الجنود الأتراك في ليبيا والتقارب بين تركيا وروسيا إلى تفاقم هذه التوترات .
تعليق