العلاقة بين الإمارات والسعودية كانت ولا تزال صمام أمان لحفظ الاستقرار والسلام في المنطقة والعالم ، خاصة أن تاريخ البلدين يمتلئ بالمبادرات لتسوية الخلافات العربية أو لدعم الدول العربية وإطلاق مبادرات مشتركة لنزع فتيل الأزمات والتوترات في المنطقة وخارجها .
وتتبنى الدولتان مواقف مشتركة إزاء القضايا العربية والخليجية والإقليمية والدولية حيث تعمل الدولتان على تعزيز العمل العربي المشترك وصون مسيرة مجلس التعاون الخليجي ومكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم والتصدي للتدخلات الخارجية في شؤون الدول العربية وتعملان على إيجاد حلول دائمة لأزمات ونزاعات المنطقة المختلفة .
وتعمل كل من السعودية والإمارات على التعاطي بشكل موحد في القضايا والمستجدات من خلال مبدأ التكاتف في مواجهة التحديات والتي ظهرت بشكلها الواضح في قضايا اليمن وإيران وغيرها من الصعوبات التي تواجه المنطقة مما شكل سدا منيعًا أمام تلك التحديات .
وتجلى التأثير الإيجابي للشراكة الإماراتية السعودية على الأمن القومي الخليجي حيث لعب البلدان دورا كبيرا في التصدي لحركة الاحتجاجات التي شهدتها مملكة البحرين في مارس2011 بمؤامرة ودعم من إيران .
وظهر الموقف السعودي الإماراتي الموحد عندما تدخلت قوات "درع الجزيرة" في البحرين بـ1200 عسكري سعودي و800 جندي إماراتي تحت لواء قوات درع الجزيرة بناء على طلب حكومة مملكة البحرين لوقف محاولات نشر الفوضى والتخريب في البلاد .
كما اتخذت الدولتان موقفا مشتركا من الأحداث التي شهدتها بعض الدول العربية في أعقاب ما عرف باحتجاجات الربيع العربي عام 2011 بدعم استقرار هذه الدول ضد التنظيمات الفوضوية .
ولعب البلدان دورا محوريا في الحفاظ على التماسك داخل منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية بعد طي صفحة الخلاف مع قطر بموجب اتفاق العلا خلال القمة الخليجية الـ41 التي عقدت في محافظة العلا شمال غرب السعودية 5 ينايرالماضي .
ورغم انتشار جائحة "كورونا"، قادت الإمارات خلال ترؤسها تلك الدورة أكثر من 733 اجتماعا خليجيا معظمها عبر تقنية الاتصال المرئي لمواجهة تلك الجائحة وتداعياتها على دول مجلس التعاون وتعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك .
ويحسب للإمارات والسعودية أنهما كشفتا الأدوار التخريبية التي تقوم بها إيران في زعزعة أسس الأمن والاستقرار في المنطقة .
وهكذا فأن العلاقة السعودية الإماراتية تمثل صمام أمان ليس للبلدين فحسب بل للمنظومة الإقليمية برمتها كونهما تجسدان قيم الاستقرار والتنمية كما تمثلان منطق العقلانية السياسية ومفهوم الدولة الحديثة في احترام القيم والتشريعات الدولية .
تعليق