شهدت العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية خلال السنوات الماضية نقلة نوعية انتقلت من مفهوم التعامل الثنائي إلى الشراكة الاستراتيجية الكاملة في جميع المجالات .
وتعد الرؤية المشتركة وتطابق وجهات النظر في قضايا المنطقة والعالم والتعاون المستمر بين البلدين الشقيقين في مواجهة التحديات وأهمها التصدي للتطرف والإرهاب والقوى والأطراف الداعمة له ومواجهة التدخلات الخارجية في دول المنطقة ضمانة قوية للأمن القومي الخليجي والعربي وأسهمت في دعم استقرار المنطقة والعالم .
ولعل إنشاء مجلس التنسيق السعودي الإماراتي يعد نموذجاً استثنائياً للتعاون الإقليمي والعربي بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ويمثل أعلى درجات التعاون الإستراتيجي بينهما ومعززاً للتكامل السياسي والاقتصادي والتنموي والبشري مواكباً لمتطلبات العصر وتحدياته من خلال إطلاق المبادرات المشتركة التي تحقق مصالح البلدين وتعزز قوتهما .
ومن أهم المبادرات التي أطلقتها اللجنة التنفيذية المنبثقة عن المجلس : إنشاء منصة مشتركة تتيح للشركات السعودية والإماراتية المسجلة في المنصات المعتمدة من قبل الدولتين الاستفادة من المشتريات الحكومية المخفضة وإطلاق التمرين المشترك لاختبار منظومة أمن الإمدادات في القطاعات الرئيسية في البلدين أثناء الأزمات والكوارث وإطلاق العملة الافتراضية الرقمية التجريبية الموحدة اعتماداً على تقنية البلوك تشين و إطلاق برنامج الوعي المالي للصغار ما بين 7 سنوات إلى 18 سنة والذي يهدف إلى رفع كفاءة الوعي المالي وتعزيز مفاهيم الادخار .
وكان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه وأخوه الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله قد أرسيا دعائم تلك الروابط والعلاقات الراسخة والتي تميزت بخصوصيتها ومتانتها عبر التاريخ .
الروابط التاريخية الوثيقة بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية نموذجاً فريداً قائماً على أسس وثوابت راسخة في الأخوة والعادات والتقاليد المشتركة الضاربة في جذور التاريخ تعززها روابط الدم والإرث والمصير المشترك ومبادئ حسن الجوار والموروث الثقافي والتاريخي .
تعليق