نشرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية تقريرا أمس الأربعاء حول إقصاء قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في سوريا جواد الغفاري بأوامر من الرئيس السوري بشار الأسد بعد أشهر من الخلافات على نشاط قائد الفيلق التي عدت خرقا للسيادة السورية على كل المستويات .
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن قصر الرئاسة السورية لم يكن راضيا عن تصرفات الغفاري وذهبت إلى حد اعتبارها "انتهاكاً للسيادة السورية"، مشيرة إلى أن من أهم أسباب إقالة الغفاري أنه كان يعمل على تهريب البضائع بهدف خلق سوق سوداء مما يشكل تحديا ومنافسة للسوق السوري الرسمي ودوره الكبير في تهريب الأسلحة .
وأوضح التقرير أن غفاري تولى قيادة مشروع تعزيز الوجود العسكري الإيراني على الأراضي السورية إذ كان يقود عشرات الآلاف من المقاتلين الشيعة من قوميات وجنسيات مختلفة في أرجاء سوريا ومن ذلك حزب الله اللبناني .
وتأتى وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان إلى دمشق الثلاثاء في زيارة هي الأولى من نوعها لمسؤول إماراتي بهذا المستوى الرفيع إلى سوريا منذ أكثر من 10 سنوات لتشكل مفصلا مهما في العلاقات العربية والخليجية خصوصا تجاه سوريا والانتقال إلى مرحلة جديدة من الانفتاح على دمشق وعودة سوريا إلى دورها الإقليمي والدولي .
وتقول التحليلات إن الموقف الإماراتي من سوريا خلال السنوات الماضية تطور من إعادة فتح السفارة في أواخر 2018 ثم توالت الاتصالات بين البلدين بشكل مستمر ، إضافة إلى مشاركة سوريا في معرض إكسبو في دبي واللقاء بين وزيري نفط البلدين في روسيا .
وكان الشيخ عبد الله بن زايد قد أطلق مبادرة في شهر مارس الماضي تدعو إلى ضرورة عودة سوريا لشغل مقعدها في جامعة الدول العربية ويرى مراقبون أن زيارة رأس الدبلوماسية الإماراتية إلى دمشق تعتبر ترجمة عملية لتلك المبادرة الهادفة لإنقاذ سوريا وإعادتها إلى محيطها العربي الطبيعي .
وفى وقت سابق قال وزير الخارجية الإماراتي في مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي سيرجي لافروف بالعاصمة الإماراتية أبوظبي إن : " من الأدوار المهمة لعودة سوريا هو أن تعود لجامعة الدول العربية وهذا يتطلب جهدا أيضا من الجانب السوري كما يتطلب جهدا من الزملاء في الجامعة ".
ويتوقع مراقبون أن الإطاحة بقائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في سوريا سوف يتبعه سقوط القيادات والخلايا الايرانية في دولة سوريا تباعا خاصة بعد زيارة وزير الخارجية الإماراتى لدمشق وتقديم الامارات الترحيب لسوريا لعودتها لجامعه الدول العربية .
وأضافوا أن الزيارة الرسمية الإماراتية قد ترتبط إرتباطا مباشرا بتخلى بشار الاسد عن الغفاري والإطاحة به وبالرغبة في إعادة العلاقة مع الامارات وباقى الدول العربية لكى تعود سوريا لجامعه الدول العربية وللحياة الطبيعية .
تحرك الإمارات يؤكد حرصها الدائم على التواصل البناء بين الدول العربية وإعادة إدماج سوريا في المجتمع العربي والإقليمي وعودتها إلى الجامعة العربية لتكون جنباً إلى جنب مع أشقائها العرب .
تعليق