قال رئيس الصين شي جين بينج إن بلاده مستعدة للعمل مع المملكة العربية السعودية لبذل جهود شاملة لبناء مجتمع صيني عربي ذي مستقبل مشترك في العصر الجديد والمساهمة بشكل أكبر في السلام والاستقرار والتنمية في الشرق الأوسط، جاء ذلك خلال اتصال هاتفي مع ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء الأمير محمد بن سلمان آل سعود .
وأكد الرئيس شي أن الصين مستعدة للعمل مع السعودية لتنفيذ نتائج زيارة الدولة التي قام بها إلى السعودية والقمة الصينية العربية الأولى وقمة الصين ومجلس التعاون الخليجي العام الماضي ومواصلة دعم بعضهما البعض بقوة في القضايا التي تنطوي على مصالحهما الجوهرية .
ولفت إلى الجانب الصيني مستعد أيضا لتوسيع التعاون العملي والتبادلات الشعبية مع السعودية ودفع تنمية أكبر للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين والسعودية .
شهدت العلاقات السعودية الصينية تطوراً كبيراً في السنوات الأخيرة وجاءت زيارة الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى الرياض لتؤكد متانة علاقات تمتد منذ قرابة 8 عقود بين البلدين ، وقد اتسمت العلاقات السعودية الصينية بتسارع الوتيرة مع مرور الزمن وتصاعد التحديات في العالم وتطور التقنيات ليجد البلدان نفسيهما في نهاية المطاف أمام شراكة استراتيجية عميقة لا بد منها في مختلف المجالات .
وتعد الصين إحدى أكبر الدول الصناعية المُصدرة للسلع الاستهلاكية ، وتعد السعودية مستورداً مهماً لمثل هذه السلع كما أن الصين تحتاج لكميات استثنائية من النفط الخام والسعودية تلبي جزءاً كبيراً من هذه الاحتياجات المتنامية ومن ثم لعبت هذه المعادلة دوراً في جعل العلاقات التجارية بين البلدين منطلقاً أساسياً لما بعدها .
واستناداً لتاريخ العلاقات السعودية الصينية فرغم قصر عمر وعدم اكتمال شكل العلاقات الدبلوماسية بين البلدين حتى وقت قريب، فإن التعاون التجاري لعب دوراً مهماً في تأسيس العلاقات الشعبية بينهما قبل أن يأتي الدور على الجانبين الاقتصادي والثقافي اللذين سارا باطراد بين البلدين ليتوج ذلك بعلاقات دبلوماسية كاملة بين الرياض وبكين في صيف عام 1990 .
وانتقلت العلاقات السعودية الصينية إلى آفاق أرحب بعد زيارتين تاريخيتين أجراهما ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز إلى العاصمة بكين في عام 2016 وفي عام 2019 وقع خلالها الجانبان عدداً من اتفاقيات التفاهم والتعاون الاقتصادي في عدد من المجالات ، ولفت حينها ولي العهد السعودي إلى أن مبادرة طريق الحرير وتوجهات الصين الاستراتيجية تتلاقى بشكل كبير جداً مع رؤية السعودية 2030 ، مشدداً في الوقت نفسه على تحقيق كل المكاسب ومجابهة كل التحديات التي تواجه البلدين .
تعليق