تتسم العلاقات السعودية الإماراتية بالتطور الاستراتيجى فى إطار رؤيتهما المشتركة للإرتقاء بالعلاقات الثنائية وتعزيز التعاون فى مختلف المجالات، حيث ترتكز العلاقات الأخوية بين البلدين على أسس راسخة من التاريخ المشترك، وأصبحت تشكل نموذجا فريدا للأخوة المبنية على حسن الجوار والمصالح المشتركة.
هذا ما أكده موقف المملكة الأخير تجاه الإمارات الشقيقة إذ تلقى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان برقية تهنئة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود هنأه فيها بالتعيينات القيادية الجديدة التى أجراها فى دولة الإمارات وإمارة أبوظبى .
وأعرب الملك سلمان بن عبدالعزيز عن أصدق التهانى وأطيب التمنيات بالتوفيق والسداد له ولشعب دولة الإمارات المزيد من التقدم والازدهار ، مؤكدا على عمق الروابط الأخوية والعلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين ، كما تلقى الشيخ بن زايد برقية تهنئة من الأمير محمد بن سلمان ولى العهد السعودى أعرب فيها عن أطيب التهانى، متمنياً لهم التوفيق والعون لخدمة دولة الإمارات لتحقيق المزيد من التقدم والرقى .
كما أجرى ولى العهد السعودى اتصالا هاتفيا بكل من الشيخ هزاع بن زايد نائب حاكم أبو ظبي والشيخ طحنون بن زايد نائب حاكم أبو ظبي، والشيخ منصور بن زايد نائب رئيس دولة الإمارات، والشيخ خالد بن محمد بن زايد ولى عهد أبو ظبى كلًا على حدة، لتقديم التهنئة بمناسبة صدور القرارات والمراسيم الأميرية بتعيينهم فى مناصبهم القيادية الجديدة.
علاقات راسخة
ويعتبر اتصال الأمير محمد بن محمد سلمان ولى العهد السعودى، بالشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الامارات وكذلك الأشخاص الذين تم تعيينهم فى مناصب قيادية، بالإضافة إلى ولى العهد خالد بن محمد بن زايد، دليلًا واضحًا على حرص ولى العهد السعودى على تأكيد طبيعة العلاقات المتميزة بين السعودية والإمارات، بحسب المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية.
وقال المركز، إنه "من الواضح تقدير ولى العهد السعودى للإجراءات التى اتخذها الشيخ محمد بن زايد فى ترتيب الهيكل السياسى لدولة الإمارات من خلال تعيين الابن فى منصب ولى العهد، وتجاوز النمط الذى كان قائمًا قبل ذلك بتعيين الإخوة، وهى نفس المدرسة السياسية التى طبقها الملك سلمان والتى بدأت تستقر أيضا فى دول مجلس التعاون الخليجى".
وتوقع المركز أن تشهد الفترة المقبلة تجاوبًا من دولة الإمارات مع السعودية فى اتجاهها لتهدئة التوتر فى العلاقات واستيعاب أى حساسيات نشأت بينهم، مشيرا إلى أنه من المتوقع أن يحدث لقاء على مستوى القمة بين القيادات فى السعودية والامارات خلال الفترة المقبلة لتحقيق هذا التوجه، خصوصا أن كلا البلدين لا يسعيان إلى زيادة حدة التوتر بينهما.
ووفقا للمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، فأن هذ الاتصال يعد مؤشرًا واضحًا على اتجاه السعودية بالدرجة الأولى لاستعادة العلاقات الإيجابية مع الإمارات، خصوصا وأن السعودية تريد أن تنجح القمة العربية المقبلة وأن تجعلها قمة قوى، وبالتالى لا داعى أن تكون هناك خلافات وحساسيات بين الحلفاء. بجانب أن السعودية أدركت أن أى تباين بينها وبين الإمارات سينعكس على تماسك مجلس التعاون الخليجى بصورة كاملة.
الحقيقة أن دولة الإمارات تدرك أيضا بأن متانة العلاقات التى تجمعها مع المملكة هى تمثيل للعمق التاريخى وصمام الأمان للبلدين والعرب جميعاً، كذلك تعكس الزيارات المتبادلة والحرص على التواصل والتنسيق الدائم، قوة العلاقات بين البلدين الشقيقين، كما أن تعاونهما الدائم تحديدا فيما يخص القضايا والأحداث التى تشهدها المنطقة العربية والشرق الأوسط، يمثل ضمانة قوية للأمن القومى الخليجى والعربى بوجه عام.
كذلك، تعد دولة الإمارات من أهم الشركاء التجاريين للمملكة العربية السعودية على صعيد المنطقة العربية، حيث تمثل العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين نموذجاً استثنائياً وثرياً للتعاون والتكاتف، إذ حققت التجارة الخارجية بين البلدين مستويات رائدة على المستوى العربى والعالمى، فيما بلغت حصة تجارة السعودية غير النفطية مع الإمارات من بين مجموعة الدول العربية نحو %31.8 خلال النصف الأول من العام 2021، وفى المقابل بلغت حصة تجارة الإمارات مع السعودية من بين مجموعة الدول العربية نحو %43.7، ونحو %4.5 من بين دول العالم.
تعاون تجارى وثقافى
من ناحية أخرى تلعب الثقافة دوراً مهماً فى تعزيز هذه روابط بين البلدين، حيث تتواصل المشروعات والمبادرات المشتركة بين الجانبين، من برامج ثقافية وأدبية وفنية وتنوع وثراء فى فعالياته المتنوعة التى تعكس مدى التطور الذى حققته الحركة الثقافية فى كل من السعودية والإمارات.
كما أن التعاون الإماراتى - السعودى بات بالفعل سداً منيعاً أمام أحقاد الطامعين، ويوفر قاعدة أساسية راسخة لحماية المصالح الاستراتيجية للدول والشعوب الخليجية والعربية، حيث أسهمت جهود المملكة ومعها دولة الإمارات في تعزيز أمن المنطقة واستقرارها، خصوصا أن تاريخيهما مكلل بالمبادرات لتسوية الخلافات، أو لدعم الدول العربية، من خلال الطرق والوسائل السلمية والسياسية والتى تحقق مصلحة جميع الأطراف.
تعليق