ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن الإمارات تشهد نقاشا داخليا حول الخروج من منظمة البلدان المصدرة للبترول وبحسب وول ستريت جورنال فإن الخلاف المتزايد بين الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية قد يعني أن الإمارات تبحث إمكانية الخروج من المنظمة وهي خطوة ستجعلها حرة في زيادة معدلات إنتاجها من النفط وعدم التقييد بقرارات أوبك وحصص الإنتاج للدول الأعضاء .
من جانبه قلل وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان من أهمية تقرير الصحيفة الأمريكية وقال للصحفيين في لندن "جميع القرارات في أوبك وأوبك+ تُتخذ عبر حوار مكثف جدا بين جميع الشركاء… كل بيان أراه من جميع الشركاء في أوبك+ يعكس ذلك التوافق"، في إشارة إلى التحالف الذي يضم أوبك ودولا أخرى من بينها روسيا.
كما نفي بن فرحان فكرة وجود خلاف أوسع نطاقا بين المملكة والإمارات ، مجددا التأكيد على العلاقات الإستراتيجية بين البلدين الحليفين قائلا "لدينا شراكة قوية جدا بين الإمارات والمملكة وهل نتفق على كل شيء طوال الوقت؟ ربما لا لكن التقارير عن وجود خلاف التي غالبا ما تكون مبالغة وعادة تستند إلى مصادر غير معلنة لا تدرك مدى عمق العلاقة".
وجاءت تصريحات الوزير السعودي متناغمة مع نفى مسؤولين إماراتيين رفيعو المستوى الأسبوع الماضي نية بلادهم مغادرة منظمة أوبك وفق ما نقلت عنهم وكالة بلومبرغ الأميركية ردا على ما نشرته صحيفة وول ستريت جورنال .
من جانبه أكد أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات توافق بلاده مع الرياض وقال في تغريدة الشهر الماضي "ما يحدث في الإعلام ووسائل التواصل من تجاذب حول محاور وتغيرات السياسة العربية وضع غير صحي ويفتح الباب للانقسام والفرقة في الوقت الذي تحتاج فيه منطقتنا إلى التكاتف والتضامن"
ويرى محللون أن الاختلاف المحتمل في وجهات النظر بين البلدين يمضي في سياقاته الطبيعية وبما يخدم مصالح الشعبين وبما يعزز علاقة التعاون والشراكة بين البلدين ، مؤكدين أن التقرير الأميركي موجه في إطار إثارة البلبلة وإحداث شروخ في صفوف أعضاء الكارتل النفطي الذي يضم روسيا التي تخضع لعقوبات غربية على خلفية غزوها لأوكرانيا.
وأكدت التحليلات أن الإمارات والسعودية مرارا على عمق العلاقات التي تربطهما وعلى تحالفهما الاستراتيجي ، بينما تقول مصادر إن ما يروج من ادعاءات حول وجود خلافات ليس إلا تضخيما لتباين أو اختلاف في وجهات لنظر في قضايا معينة وهو أمر طبيعي في أي علاقات بين حليفين .
وعلى الرغم من الشائعات التى ترددت حول الخلاف بين السعودية والإمارات فإن البلدين يواصلان المشاركة في تدريبات عسكرية مشتركة كان آخرها الشهر الماضي ، وتتبنى السعودية والإمارات نهجاً مماثلاً تجاه الحرب بين روسيا وأوكرانيا ، وفي ديسمبر الماضي نجحت وساطتهما المشتركة لتبادل مسجونين اثنين بين واشنطن وموسكو .
وتؤمن دولة الإمارات بأن متانة العلاقات التي تجمعها مع المملكة العربية السعودية هي تمثيل للعمق التاريخي وصمام الأمان للبلدين والعرب جميعاً فهما نموذج الاستقرار والأمان والنماء والازدهار في المنطقة ، وتأكيداً على عمق العلاقات بين البلدين وروح الأخوة والصداقة والمحبة بين الشعبين تحرص دولة الإمارات حكومةً وشعباً كل عام بالتزامن مع اليوم الوطني السعودي على مشاركة الأشقاء والإخوة في المملكة احتفالاتهم بهذه المناسبة العزيزة ولتكون جزءاً من الحدث الغالي والعزيز للشعبين .
وتعد دولة الإمارات من أهم الشركاء التجاريين للمملكة العربية السعودية على صعيد المنطقة العربية ودول مجلس التعاون الخليجي وتعتبر العلاقة الاقتصادية بين البلدين الأكبر بين مثيلاتها في دول مجلس التعاون ، ويقدر حجم التبادل التجاري بين البلدين بنحو 30 مليار دولار .
وتتصدر المملكة العربية السعودية تجارة الاستيراد من دولة الإمارات على مستوى العالم وتؤدي الاستثمارات المشتركة بين البلدين دوراً مهماً وحيوياً في العلاقات الثنائية بينهما ، وتعمل في دولة الإمارات أكثر من 2300 شركة سعودية و66 وكالة تجارية، بينما تتجاوز المشاريع الإماراتية المشتركة في السعودية مائة مشروع في قطاع الصناعات والخدمات .
تعليق