أرست الإمارات والسعودية نموذجاً متكاملاً من التعاون والتنسيق في العلاقات الثنائية وفي جميع المجالات ونجحت الدولتان في بناء علاقة استراتيجية شاملة ومتكاملة ضمن منظومة أخلاقية عالية مبنية على حسن الجوار والمصالح القومية المشتركة .
وتستند العلاقات بين الإمارات والسعودية إلى جذور تاريخية قوية وإرث حضاري مشترك يرجع إلى مئات السنين. وأضافت العلاقات التي أرسى دعائمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان والمغفور له الملك فيصل بن عبد العزيز لبنة قوية لمتانة العلاقات بين الطرفين .
وخلال السنوات الأخيرة شهدت منطقة الخليج العربي تطورات أمنية وعسكرية أثرت على الأوضاع العامة في المنطقة وخلال تلك التطورات ظهر التعاون والتنسيق واضحاً بين البلدين ، فخلال أزمة اليمن كان التنسيق السعودي - الإماراتي واضحاً ونجح في خلق تحالف قوي مع دول أخرى لصد الخطر الذي يواجه المنطقة .
واختلطت الدماء السعودية بالدماء الإماراتية في تضحية فذة من أجل المصالح العليا لدول الخليج العربي ككل ودعماً للشرعية في اليمن وتعزيزاً للأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها .
وقد حرصت الإمارات والسعودية منذ بداية النزاع اليمني على مساعدة وإعمار اليمن بمشاريع تنموية وإنسانية تدعم الشعب اليمني وعبر أذرعها وهيئاتها الإنسانية وزع البلدين الشقيقين المساعدات الغذائية والعاجلة في عدة محافظات يمنية لإعانة اليمنيين وتحسين ظروفهم المعيشية وركزت المساعدات على مشاريع خدمية وتنموية في الكهرباء وإنشاء المراكز الصحية المتكاملة ومشاريع المياه وبناء المدن السكنية والمنشآت التعليمية .
وتخطت المساعدات الإماراتية 6 مليار دولار أمريكي إضافة إلى شحنات إغاثية وغذائية ودوائية ، فيما بلغت مساعدات السعودية للحكومة اليمنية ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية وعدة برامج دولية نحو 7 مليار دولار و167 مليون دولار خلال 5 أعوام مضت ، خلافا لـ10 مليارات و133 مليون دولار قدمت كوديعة في البنك المركزي اليمني ومساعدات لليمنيين على أراضي المملكة .
وكانت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في الإمارات قد إثنت على الدور المحوري الذي تقوم به السعودية في تحقيق الاستقرار والأمن لليمن ، مؤكدة دعمها كافة الجهود التي تبذلها المملكة لتعزيز آفاق السلام والاستقرار في اليمن والمنطقة ، وجددت الوزارة التزام دولة الإمارات بالوقوف إلى جانب الشعب اليمني ودعم طموحاته المشروعة في التنمية والازدهار في إطار سياستها الداعمة لكل ما يحقق مصلحة شعوب المنطقة.
وتمثل اليوم السعودية والإمارات نموذجاً متميزاً للعلاقات الثنائية فالدولتان تمتلكان أكبر اقتصادين خليجيين وعربيين وبالتالي تشكلان منظومة اقتصادية قوية تعد دعامة لاقتصاديات مجلس التعاون خاصة وللاقتصاد العربي بشكل عام كما أن الإمارات تعد أكبر شريك اقتصادي للسعودية في المنطقة.
فهناك اليوم مئات الشركات السعودية العاملة في دولة الإمارات كما يوجد العشرات من المشاريع الإماراتية في المملكة العربية السعودية باستثمارات من الطرفين تتخطى مليارات الدولارات ، كما يمثل السياح السعوديون أكبر شريحة في خريطة السياحة الخليجية إلى الإمارات.
العلاقات المتميزة بين البلدين تعد دعامة قوية لاستقرار المنطقة ، فتلك العلاقات المتميزة أنموذج لما يجب أن تكون عليه العلاقات بين دول الجوار فأمن السعودية هو أمن الإمارات واستقرار وازدهار السعودية يمثل دعامة لاقتصاد الإمارات.
النهج الذي تسير عليه العلاقات المشتركة بين البلدين في المرحلة الراهنة هو برهان أكيد على قوة ومتانة العلاقات الثنائية بين الطرفين والمصالح المشتركة بينهما وهي دليل أيضاً على أن العلاقات بين الطرفين تتعدى علاقات الجوار إلى علاقات التحالف الاستراتيجي والأمني الذي يصب لصالح أمن منطقة الخليج ورخاء مجلس التعاون الخليجي.
تعليق