مع تصاعد التغيرات المناخية خلال الأعوام الماضية يترقب العالم مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28 الذي تستضيفه دولة الإمارات خلال
الفترة من 30 نوفمبر الى 12 ديسمبر من العام الحالي في مدينة إكسبو دبي
باعتباره دفعة جديدة للجهود العالمية الساعية إلى تنفيذ التعهدات
والالتزامات الخاصة بحلول قضايا التغير المناخي .
وتحرص الإمارات على المشاركة الفعالة في كافة المؤتمرات والفعاليات الساعية للوصول إلى حلول مستدامة تسهم في تجاوز تحديات التغير المناخي ، وبادرت بإطلاق العديد من الجوائز البيئية الهادفة إلى دعم وتشجيع المبادرات المبتكرة محلياً ودولياً .
وعبر مسيرة نوعية ممتدة حرصت دولة الإمارات
على أن تكون مشاركاً فاعلاً في دورات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم
المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “COP” لعرض مبادراتها في حماية البيئة
ونموذجها الرائد في الاستدامة والاطلاع على تجارب الدول الأخرى في معالجة
القضايا البيئية .
وشهدت
النسخ العشر الأخيرة من المؤتمر حضوراً فاعلاً ومتميزاً للإمارات حيث
شاركت الدولة في دفع وتسريع وتكثيف الجهود العالمية للعمل من أجل المناخ
وحماية كوكب الأرض ، إلى جانب إطلاق مبادرات رائدة لتعزيز الاستدامة
البيئية في العالم .
وسجلت
دولة الإمارات مشاركة فاعلة ومتميزة في مؤتمر COP27 الذي عقد في مدينة شرم
الشيخ المصرية العام الماضي حيث شاركت بوفود متنوعة يصل عددها إلى أكثر من
70 مؤسسة حكومية وخاصة وعدد من صانعي السياسات، والمفاوضين، وقادة الأعمال
ومجموعة متنوعة من قادة العمل النسائي والشبابي ومنظمات المجتمع المدني .
وعملت
الوفود المشاركة على توطيد الشراكة الوثيقة بين دولة الإمارات وجمهورية
مصر العربية الشقيقة ودعم رئاستها لمؤتمر الأطراف COP27 ومساعيها نحو تحقيق
أهداف اتفاق باريس ، إضافة إلى ربط النتائج والمخرجات بين مؤتمري الأطراف
COP27 في شرم الشيخ وCOP28 الذي تستضيفه دولة الإمارات العام الحالي .
كما
كشفت الإمارات ضمن مشاركتها في فعاليات COP27 عن المسار الوطني للحياد
المناخي 2050 والذي يمثل الإطار الزمني لآليات ومراحل تنفيذ مبادرة
الإمارات الاستراتيجية للسعي لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050 التي تم
الإعلان عنها في أكتوبر 2021 .
وخلال
مشاركتها في مؤتمر COP26 في غلاسكو ببريطانيا عام 2021، أعلنت دولة
الإمارات خارطة طريق تحقيق الريادة في مجال الهيدروجين، وهي خطة وطنية
شاملة تهدف إلى دعم الصناعات المحلية منخفضة الكربون والمساهمة في تحقيق
الحياد المناخي وتعزيز مكانة الدولة كمصدر للهيدروجين وذلك في إطار ترسيخ
توجهات قيادة الإمارات بتعزيز الحلول المستقبلية لتحديات المناخ العالمية .
وعلى
هامش فعاليات قمة المناخ COP26 أيضاً أطلقت الإمارات بالتعاون مع الوكالة
الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا” منصة عالمية لتسريع نشر مشروعات وحلول
الطاقة المتجددة في البلدان النامية وتعهدت بتقديم 400 مليون دولار من خلال
"صندوق أبوظبي للتنمية"، لدعم المنصة في جمع تمويل لا يقل عن مليار دولار .
وشاركت دولة الإمارات في أعمال مؤتمر COP25 في العاصمة الإسبانية مدريد عام 2019 وخلال
فعاليات المؤتمر دعت المجتمع الدولي إلى ضرورة تكثيف الاهتمام العالمي
بجهود التكيف مع تداعيات التغير المناخي والعمل على نشر التقنيات والحلول
المبتكرة الداعمة لآليات تحقيق هذا التكيف .
وشددت
دولة الإمارات خلال مشاركتها في COP24 في مدينة كاتوفيتشي البولندية عام
2018 على ضرورة تسريع وتيرة الالتزام العالمي ببنود اتفاق باريس للمناخ
والعمل على الحد من مسببات التغير المناخي وخفض حدة تداعياته لحماية حياة
ملايين البشر حول العالم من التأثيرات السلبية لظواهر المناخ التي بات
العالم يشهد حدتها بكل واضح ومنها الحرائق المتزايدة والفيضانات وحالات
الجفاف.
وخلال
المؤتمر استعرضت دولة الإمارات المبادرات المحلية لتعزيز الاستدامة ومنها
إقرار حزمة التشريعات والقوانين والاستراتيجيات التي تستهدف خفض مسببات
التغير المناخي والحد من التأثيرات السلبية لتداعياته والعمل على التكيف
معها ، كما
استعرضت الدولة جهودها على المستوى العالمي من حيث المساعدات الإنمائية
والاستثمارات الدولية في قطاع الطاقة المتجددة عبر مؤسسات القطاعين الحكومي
والخاص في الدولة .
وأطلقت
وزارة التغير المناخي والبيئة برنامج تمكين الشباب لأجل المناخ على هامش
مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP23
في مدينة بون الألمانية عام 2017 حيث عملت حكومة دولة الإمارات على تصميم
وإدارة البرنامج بالشراكة مع مختبر الشباب للمناخ وبالتعاون مع الحكومات
والمنظمات الدولية المشاركة.
وخلال
مشاركتها في مؤتمر COP22 في مدينة مراكش المغربية عام 2016 أكدت دولة
الإمارات ضرورة الإسراع بترجمة قرارات "مؤتمر باريس للمناخ 2015" إلى برامج
ومشاريع عملية تسهم في الحد من تداعيات ظاهرة الاحتباس الحراري التي تهدد
كوكب الأرض.
وشاركت دولة الإمارات في مؤتمر COP21 الذي استضافته العاصمة الفرنسية باريس عام 2015 وتم
خلال مؤتمر COP21 تبني اتفاق باريس حيث توصلت الأطراف المشاركة في المؤتمر
إلى اتفاق تاريخي لمكافحة تغير المناخ وتسريع تكثيف الإجراءات
والاستثمارات اللازمة لمستقبل مستدام ذات انبعاثات منخفضة من الكربون،
وتعزيز الاستجابة العالمية بالحد من زيادة درجة حرارة الكوكب لأكثر من 1.5
درجة بحلول 2050، إضافة إلى المطالبة بضرورة مراجعة التعهدات ورفعها وتقديم
المساعدات المالية لدول الجنوب.
واستضافت
مدينة ليما في بيرو عام 2014 مؤتمر COP20 وأصدرت القمة في ختام اجتماعاتها
"إعلان ليما" والذي تضمن تأطيراً دقيقاً للمساهمات الوطنية التي يتوجب على
كل بلد التواصل بشأنها في إطار التحضير لاتفاق باريس.
وشاركت دولة الإمارات بوفد رفيع المستوى تقوده وزارة الخارجية والتعاون الدولي في المؤتمر .
وسلطت دولة الإمارات خلال مؤتمر COP19 الذي عقد في مدينة وارسو البولندية عام 2013 الضوء
على الإنجازات العملية للدولة والتي تسهم في التصدي لتداعيات تغير المناخ
بما في ذلك تفعيل الآليات للبدء بتقديم التمويل للدول النامية وضمان العمل
الناجح لآلية "مركز وشبكة تكنولوجيا المناخ" من أجل تمكين وتسهيل تطوير
التكنولوجيا ونقلها.
وأكدت
دولة الإمارات خلال مؤتمر COP18 الذي عقد في قطر عام 2012 مواصلة التزامها
بالجهود الدولية الرامية إلى مواجهة تغير المناخ والعمل مع شركائها
الإقليميين للتوصل إلى استجابات فعالة لهذا التحدي العالمي واستعرضت إنجازاتها في مجال الطاقة المتجددة وسعيها الدؤوب لتحقيق وإرساء مفاهيم التنمية المستدامة.
وتشهد النسخة القادمة من مؤتمر COP28
الذي تستضيفه دولة الإمارات العام الحالي أول حصيلة عالمية لتقييم التقدم
المحرز في تنفيذ أهداف اتفاق باريس مما يتيح محطة مهمة وحاسمة لتوحيد الرؤى
والاستجابة للتقارير العلمية التي تشير إلى ضرورة خفض الانبعاثات إلى
النصف بحلول عام 2030 للتقدم في تحقيق هدف الحد من ارتفاع درجة حرارة كوكب
الأرض فوق عتبة الـ 1.5 درجة مئوية بحلول عام 2050.
تعليق