تركيا معزولة في المنطقة وهو ما يعتبره الخبراء أحد الأسباب خلف الإدانات الصادرة عن اردوغان وإصراره على حقوق تركيا في وجه الدول التي توحد صفوفها ضد أنقرة.
والعام الماضي اتفقت قبرص واليونان ومصر وإسرائيل والأردن وإيطاليا والسلطة الفلسطينية على تأسيس "منتدى غاز شرق المتوسط" الذي استثنيت تركيا منه.
وأفاد مصدر دبلوماسي تركي أن تركيا واليونان عقدتا "محادثات استكشافية" بين العامين 2002 و2016 على صلة ببحر أيجه لكنها انتهت بطلب من أثينا.
وتشير تركيا إلى أن اردوغان بذل جهودا لإعادة إطلاق المحادثات مع رئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة وقمة حلف شمال الأطلسي في لندن العام الماضي.
تكمن جذور خطوات تركيا التوسعية في المتوسط والتي تشمل عمليات تنقيب عن الغاز وخطابات متشددة وسفن حربية، في نظرية "الوطن الأزرق" التي تشمل السيطرة على مساحات مائية تعد محل توتر محتدم بين أنقرة والاتحاد الأوروبي.
وفي وقت تخشى حرمانها من حصة منصفة من ثروات المنطقة الوافرة من الغاز الطبيعي، أرسلت تركيا سفينة أبحاث وأسطولا بحريا إلى مناطق تعتبرها اليونان تابعة لها، ما تسبب بتصعيد التوتر بشكل هائل الأسبوع الماضي.
وفي مؤشر على تنامي الأهمية التي يوليها للاستقلال في مجال الطاقة، أعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الجمعة أن بلاده قامت بأكبر اكتشاف للغاز الطبيعي في البحر الأسود.
وقال وسط مجموعة من المسؤولين المؤيدين له، "فتح الله لنا باباً على موارد لم نرَ مثلها من قبل"، فيما تثير خطوات الرئيس التركي توجسا أوروبيا من تنامي خطر الانتهاكات التركية في المياه المتوسطية.
لكن الاكتشاف الجديد لم يساهم كثيرا في تخفيف رغبة تركيا بالتوسّع في البحر الأبيض المتوسط وهو أمر أكسب اردوغان نقاطا سياسية في الداخل، لكنه أثار حفيظة اليونان واستدعى تحذيرات متكررة من الاتحاد الأوروبي.
وأرسلت فرنسا المنخرطة في خلاف مع تركيا أساسا بشأن ليبيا وملفات أخرى في الشرق الأوسط، سفنها إلى المنطقة دعما لليونان، ما دفع اردوغان للتحذير من أنه سيرد على أي هجوم.
وقال اردوغان إن المسألة لا تقتصر على "القتال من أجل الحقوق (في المنطقة) فحسب بل من أجل مستقبل تركيا".
تعليق