تواصل مسيرة التعاون بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية مسيرة التنمية والشراكة الإستراتيجية على نحو أقوى من أى وقت مضى في إطار من الأخوة والثقة والمصير المشترك .
ولا يكاد يمر في تاريخ تلك العلاقات الثنائية إلا وتشهد تطورا ونموا على الصعيدين الرسمي والشعبي تجسدها زيارات متبادلة واجتماعات مكثفة على مدار الأيام الماضية توثيقا للشراكة والتعاون المتزايد بين البلدين الشقيقين .
وقد شهدت العلاقات بين البلدين نقلة نوعية منذ تأسيس مجلس التنسيق السعودي الإماراتي الذي تم توقيع الاتفاق على إنشائه في مايو 2016 بحضور العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز والشيخ محمد بن زايد آل نهيان .
علاقات عبر عن متانتها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية خلال زيارته للمملكة في 5 مايو الماضي والتى جاءت بعد أيام من زيارة قام بها وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إلى أبوظبي مطلع مايو الماضي والتقى خلالها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وقد أعقب تلك الزيارات المتبادلة توقيع صقر غباش رئيس المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي والشيخ الدكتور عبدالله بن محمد آل الشيخ رئيس مجلس الشورى السعودي في الرياض على مشروع اتفاقية تأسيس جمعية الصداقة البرلمانية بين المجلسين .
وتهدف الجمعية إلى دعم أواصر الصداقة والتفاهم والتعاون وتعزيز أسس التعاون المشترك في مجالات العمل البرلماني وتبادل الرأي والمشورة في مجال الدبلوماسية البرلمانية لاسيما في المنتديات والمحافل الدولية والإقليمية المشتركة وتوثيق أطر العلاقات الثنائية.
وقبل أيام إنعقد الاجتماع الأول للجنة المال والاستثمار التابعة لمجلس التنسيق السعودي الإماراتي عبر تقنيات الاتصال المرئي بهدف متابعة سير عمل المبادرات الاستراتيجية المعتمدة في مجموعة من المحاور الرئيسية شاملة مجالات الخدمات والأسواق المالية ودعم ريادة الأعمال والاتحاد الجمركي والسوق المشتركة والسياحة والتراث الوطني آليات تنفيذها وفق الخطط المعتمدة .
وتشمل أهم المبادرات التابعة للجنة المال والاستثمار مبادرة تسهيل انسياب الحركة في المنافذ وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الإمارات والمملكة العربية السعودية في السوق المشتركة وإصدار واستخدام عملة إلكترونية افتراضية بشكل تجريبي ووضع آلية لتمكين فروع بنوك البلدين من تعزيز أعمالها ، فضلاً عن التنسيق بشأن أعمال التكنولوجيا المالية الحديثة وتبادل الخبرات .
كما تأتى مشاركة القوات الجوية والدفاع الجوي الإماراتي مشاركتها في التمرين الجوي المشترك والمختلط "طويق 2" الذي استمر لمدة أسبوعين في المملكة العربية السعودية ترسيخا وتتويجا لعلاقات الأخوة والشراكة الاستراتيجية المتجذرة بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، وتأكيدا على المصالح المشتركة والمتنامية بين البلدين الشقيقين وشعبيهما.
وشهد التمرين في مرحلته الختامية عدة طلعات جوية وتمارين تطبيقية نفذت بكل كفاءة واحترافية وقد حقق التمرين أهدافه من خلال رفع أعلى درجات الاستعداد وتحقيق التوافق والتكامل العملياتي ورفع الجاهزية العملياتية والتدريبية لعمليات الإسقاط الجوي التكتيكي ورفع روح التنافس بين المشاركين ، كما تميز أداء المشاركين في التمرين بالمستوى المتقدم في تنفيذ كافة مراحل التمرين بكل دقة وإتقان .
وتمضي مسيرة التعاون بين البلدين نحو تعزيز الشراكة وتحقيق التكامل في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية، بما يسهم في تحقيق الخير والرفاهية لشعبي البلدين ومواجهة التحديات في المنطقة وعلى رأسها مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة .
تعليق