وصل رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان اليوم إلى قصر الإليزيه في العاصمة الفرنسية باريس للقاء الرئيس إيمانويل ماكرون فى زيارة هي الأولى منذ توليه منصبه في مايو الماضي .
وقد جاءت الزيارة لتتوج العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وفرنسا وتكتسب أهمية خاصة في الولاية الثانية للرئيس إيمانويل ماكرون وتمثل دفعة جديدة في التعاون الاستراتيجي بين البلدين ، ومن المقرر أن يناقش الرئيسان خلال الزيارة مجمل القضايا والمستجدات الإقليمية والدولية التي تهم البلدين وسبل تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة .
كما يبحث محمد بن زايد خلال الزيارة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون علاقات الصداقة وآفاق التعاون و العمل المشترك في مختلف الجوانب خاصة في مجالات طاقة المستقبل وتغير المناخ والتكنولوجيا المتقدمة ، إضافة إلى تعزيز التعاون في قطاعات التعليم و الثقافة والفضاء في ضوء الشراكة الإستراتيجية الشاملة التي تجمع دولة الإمارات وفرنسا حسبما أفادت وكالة الأنباء الإماراتية .
وعلى الصعيد الاقتصادي سجلت الصادرات الفرنسية إلى دولة الإمارات 3.1 مليار يورو في عام 2020 فيما بلغت الواردات الفرنسية من الإمارات 750 مليون يورو في العام نفسه، بحسب وام ، وتعد الإمارات ثالث أكبر دولة على صعيد التبادل التجاري مع فرنسا بقيمة "2.4 مليار يورو" بعد المملكة المتحدة وسنغافورة وتستضيف الإمارات معظم الشركات الفرنسية في الشرق الأوسط وعددها "600 شركة توظف 30 ألف شخص" يزداد عددها سنويا بواقع 10 في المائة .
وعلى جانب آخر تعد فرنسا أحد المستثمرين الأجانب الرئيسيين في الإمارات العربية المتحدة حيث بلغت الاستثمارات الفرنسية المباشرة في الإمارات 2.5 مليار يورو في نهاية عام 2020 في حين تحتل الإمارات العربية المتحدة المركز الـ35 في قائمة المستثمرين الأجانب في فرنسا ، وتستضيف الإمارات أكبر جالية فرنسية في منطقة الخليج تقدر بـ 25000 مواطن فرنسي .
وفي مجال الطاقة اتفقت فرنسا و الإمارات مؤخرا على تنظيم أيام الطاقة الإماراتية الفرنسية يومي 7 و 8 نوفمبر 2022 وأكدتا التزامهما بإسهامات الطاقة النووية كوسيلة لإزالة الكربون من خلال التعاون في مجالات التدريب والبحث والتطوير بين البلدين ، وتعتبر الإمارات العربية المتحدة الدولة الأولى في المنطقة التي تستخدم تقنية لالتقاط الكربون على نطاق صناعي وأول دولة عربية تستخدم الطاقة النووية بدون انبعاثات .
كما يشهد قطاع التكنولوجيا تعاونا بين الجانبين حيث تتطلع الشركات الناشئة والمتواجدة في Hub71 و بعض الشركات الفرنسية الناشئة إلى الانتقال لدولة الإمارات العربية المتحدة مستفيدة من شراكة جديدة بين بنك الاستثمار الفرنسي و Bpifrance و Hub71 ، و يوجد في الدولة حاليا حوالي عشرين حاضنة تقع في المناطق الحرة التي تمثل مجموعة شركات وفي عام 2017 أطلق مركز دبي المالي العالمي (DIFC) حاضنة HIVEN المخصصة للتكنولوجيا المالية .
وفي مجال التعليم تشكل المدارس الثانوية الفرنسية السبع المعتمدة في الإمارات العربية المتحدة سادس أكبر شبكة مدارس فرنسية في العالم من حيث الالتحاق وتضم أكثر من 10000 طالب ، ويشهد المجال الثقافي تعاونا بين الإمارات وفرنسا حيث تستضيف الإمارات متحف اللوفر أبوظبي و هو متحف عالمي يربط بين الشرق والغرب وهو فريد من نوعه في العالم العربي و سرعان ما اكتسب سمعة كبيرة كملتقى للتبادل الثقافي والمشاركة المجتمعية و الحوار بين الثقافات .
وفي 3 ديسمبر 2021 زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إكسبو 2020 دبي وأشاد بالتنظيم الناجح للحدث العالمي الضخم على الرغم من التحديات التي مر بها العالم بسبب كوفيد -19 ، واحتلت فرنسا موقعا مركزيا في معرض إكسبو 2020 دبي وينظر إلى الثقافة واللغة الفرنسيتين على أنهما نموذج للتعاون في رؤية أبوظبي الاقتصادية 2030 .
تعليق