وصل وفد سعودي وآخر من سلطنة عُمان إلى العاصمة اليمنية صنعاء للتفاوض حول اتفاق لوقف إطلاق النار بين جماعة الحوثي المدعومة من إيران والحكومة الشرعية المدعومة من تحالف يضم السعودية والإمارات بحسب ما أوردته يوم الأحد وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) التي يديرها الحوثيون.
وكانت الإمارات قد أعلنت أنها سحبت قواتها بشكل جزئي من اليمن في منتصف عام 2019 لكنها استمرت في لعب دور رئيسي في الصراع اليمني كعضو قيادي في التحالف وداعم للمجلس الانتقالي الانفصالي في جنوب اليمن.
ولم يقتصر دور القوات المسلحة الإماراتية على مشاركتها العسكرية الفعالة في تحرير المحافظات اليمنية وتأمينها ومحاربة الإرهاب فيها بل كان لهذه القوات دور إنساني كبير منذ اللحظات الأولى لانطلاق عاصفة الحزم وهو ما ساهم في تخفيف معاناة أبناء اليمن .
واتخذ دور الإمارات منذ مارس 2015 ثلاثة مسارات بشكل متزامن : الأول مسار عسكري والثاني تطبيع الحياة وإغاثة أبناء المحافظات المحررة والمسار الثالث تأمين المحافظات المحررة ومحاربة الإرهاب ، ولعبت القوات المسلحة دورًا مهمًا وبارزًا في عملية تأمين وصول المساعدات الإنسانية وإيصالها إلى مناطق الصراع وكذلك إجلاء الآلاف من جرحى الحرب من مختلف المحافظات اليمنية والذين تكفلت الإمارات بنفقة علاجهم في الخارج .
وقدّمت الإمارات مساعدات إغاثية وداعمة للإستقرار تقدر بقرابة ستة مليارات دولار من خلال المنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة ، بالإضافة إلى إعادة بناء المستشفيات والمدارس والبنية التحتية مثل أنظمة الماء والكهرباء ، كما تم توزيع عشرات الآلاف من الأطنان كتموين ومواد غذائية .
كما أن القوات المسلحة الإماراتية ساهمت في مساعدة عدن عقب تحريرها حيث تدفقت سفن وطائرات الإغاثة وتم توزيعها على مختلف المحافظات المحررة ليسهم ذلك في تطبيع الحياة والتخفيف من معاناة اليمنيين ، وساهمت القوات المسلحة في إعادة تأهيل وصيانة مطار عدن الدولي بهدف استقبال النازحين الذين غادروا عدن بسبب الحرب، واستقبال طائرات الإغاثة التي تدفقت على عدن وقتها من مختلف دول التحالف العربي .
وساهمت القوات المسلحة عقب الحرب في تنظيم عملية إجلاء الجرحى عبر مطار عدن الدولي ، وعلى الرغم من صعوبة الأوضاع الأمنية في عدن بعد تحريرها إلا أن القوات الإماراتية بذلت جهودًا كبيرة للتخفيف من معاناة الجرحى، من خلال تسهيل إجراءات سفرهم .
ولعبت القوات المسلحة دورًا إنسانيًا مهمًا وبارزًا في مساعدة أبناء مناطق الساحل الغربي منذ بدء عمليات تحرير منطقة باب المندب نهاية عام 2015 ، وكان هناك عمل إنساني كبير متعدد الأوجه لهذه القوات التي وضعت نصب أعينها مساعدة أبناء هذه المناطق في مواجهة الظروف الصعبة .
وقد أمنت القوات المسلحة وصول قوافل المساعدات الإنسانية إلى مناطق الساحل الغربي تباعًا وعملية التأمين تمثلت في حماية القافلات من الكمائن بالإضافة إلى تطهير الطرق من الألغام ، وساهمت القوات المسلّحة إلى جانب الفرق العسكرية المتخصصة بنزع الألغام وفتح الطرقات والممرات الرئيسة .
كما ساهمت القوات المسلحة الإماراتية في توعية اليمنيين وبخاصة الأطفال من مخاطر الألغام حيث نتج عن تلك الجهود تشكيل فرق توعية مجتمعية وصلت إلى مئات اليمنيين في المناطق المحررة في الساحل الغربي من المخا تعز إلى الخوخة وحيس والدريهمي والتحيتا في الحديدة ، وقامت بدور الإسعافات الأولية حين هرعت لإنقاذ وإسعاف الأطفال ضحايا الحرب ، كما أسهمت في مساعدة ضحايا الألغام ونقلهم إلى مستشفيات الداخل والخارج للعلاج .
تعليق